Sunday 29 January 2012

البيوت اسرار الجزء الخامس والسادس

فاقت حٌلم من تلك الاغماءة بسلام ,,, و وجدتنى جوارها فى عيادة المدرسة التى كانت بلا طبيب او ممرضة ,,,, العيادة مجرد سرير وغطاء ,,,حاولت مساعدتها فى النهوض لكنها رفضت ,,, ازاحت الغطاء فى صمت ,,,, ثم سالتنى ماذا حدث ,,, ماالذى اصابنى ,,,, احترت بماذا اجيبها وانا نفسى لاادرى ,,, وان كان ينتابنى شئ من الشك ان حٌلم لاشك مصابة بالصرع ,,,,,
سالت حٌلم كيف تشعرين ؟
ردت بخير ; ولكنها شاحبة ومتعبة بعض الشئ
هل نذهب لمنزلكم لتستريحى ؟ ابلة سامية طلبت منى مرافقتك للمنزل ان كنت تٌريدين ؟
,,,لا شكرا لم اخبر احد اننى مريضة ,,
يالهى اى اسرة هذه التى لايدرى افرادها ,,, ان احدهم مريض ,,,,,,,
ورددتٌ قائلة : ولكنهم حتما سيعلمون , لقد سقطتى فى باحة المدرسة ,,,,,
اجابتنى بلا مبالاة لايهمنى احدهم ,,فليعلموا لم اعد اهتم اتفهمين ,
لايهمنى احدهم وانخرطت فى بكاء عميق متصل
احترت كيف اتصرف ,,,, وماذا افعل ,, اذا ظلت حٌلم هكذا فلا شك انها ستنهار او ستسقط فريسة نوبة اخرى من نوبات الاغماء ,,

دخلت فرحة ونجوى ,, وحُلم مازالت تبكى ,, ازاحتنى نجوى الى طرف السرير وهى تاخذ حٌلم فى احضانها وتمسح على راسها بحنان ,, تلاقت عيوننا انا وفرحة فى دهشة وحيرة ,,,
فنجوى تسلب حُلم كل شئ تغرقها بتصرفاتها فى ضعف انسانى ذو ابعاد حادة , يظهر جلياً فى ضعف شخصية حٌلم وانصهارها التام فى نجوى ,,,
تسللت نحو الخارج وفرحة تتبعنى ,.اخبرتها مادار بينى وحلم وانا اطلب منها ان ترافقنى الى الوحدة الصحية لمقابلة دكتور ازهرى فهو الوحيد الذى بامكانه مساعدة حٌلم
لكنها رفضت صارخة ( شكلك جنيتى الناس تقول علينا شنو ,,,, المودينا هناك شنو ,,,,, مافى سبب واحد يخلينا نمشى ,, وحانقول ليه شنو ,,, سورى انا مامعاك فى كدا ,,,, بعدين حُلم عندها اهل صحيح هم ماواعين بس دا مامشكلتهم براهم نص الاسر فى مدينتنا ماعارفة تعامل بناتها المراهقات كيف ,,,, اغلبية البنات غارقانين فى مشاكل لا فى زول يسمعم ولا زول يفهمم ماملاحظة انه غالبية البنات محتاجين حنان امهاتم واسرهم ,,,,, بس نمشى الوحدة الصحية لا )
استسلمت لفرحة وانا افكر فى حقيقة واحدة ان امهاتنا ينقصهم الكثير من الوعى للتعامل مع بناتهن ,,, البنات يرزحن تحت ضغط واقع مؤلم مابين الغسيل والمكوة والنظافة تنتهى براءة السنين الحلوة وهن جالسات فوق كومة من الثياب , يدعكنها ويفركن الم واقعهن بين اصابعهنا ويهربن من قسوة الواقع الى كلمة حلوة تطرق اسمعهنا ,,,,,,, زهرة رفضت حسن من اجل ازهرى وماتت من اجل ان تظل الى جوار ذلك الذى ذرع الحلم فى داخلها وحٌلم تتعذب وتجاهد بكل شئ من اجل اسامة لانها وجدت لديه ماحرمت منه داخل اسرتها
سيظل كل شئ كماهو لن يتغير شئ من واقع الفتيات اذا لم تتغير الاسر وتغير فهمها وطريقة تعاملها ...
ولكن من يسمع ؟ ومن يفكر ؟

خرجت حٌلم بصحبة نجوى ,, وركضتٌ وفرحة لنلحق بص المدرسة ,,
مريم تاخرت قليلا وهى تتحدث الى شريف ,, الواقف خلف عمود الانارة فى الطريق المؤدى الى المدرسة ,
ما ان ركبت البص حتى تخاطفت الفتيات خطاب شريف حتى كدنا يسقطنها فى ارضية البص وهى تحاول انتزاعه من بين ايديهم ,,,
اسامة كان واقفا فى نهاية الطريق ماان راتهٌ حٌلم حتى ادارت وجهها للناحية الاخرى وهى تقضٌم اظافرها فى قلق ظاهر,
نجوى كانت تجلس وهى تضع رجلا فوق الاخرى ملامحها تقاطيعها لاتتناسب وفتاة فى الصف الاول ثانوى من يراها للوهلة الاولى يظن انها صبى ,, حتى نبرة صوتها بها من الخشونة ما يجعلك تحس انها صبىا اذا لم تراها وجه لوجه,,
الفتيات يتحأشين ان يجمعهم بها مكان واحد ,,, فهى صديقة لكل شباب حى المصنع ,,,,,,, وهى ايضا تفقد ذلك الحياء الذى يميز فتيات الحى لاتستحى من ان تركل الكرة اذا عبرت من جوارها لتعيدها للشباب ولا ان تقف فى اى زمان اومكان لتتبادل حوارا ما وتجلجل ضحكتها االخشنة لتشق جنبات الحى ,,,,,,
رباب عانت كثيرا وهى تمنع حٌلم من صداقة نجوى ,,,, ولكن لا حياة لمن تنادى ,,,,
فحٌلم كانت أضعف من ان تقطع علاقتها بنجوى ونجوى هى حلقة الوصل باسامة ,,,
اخيرا لم تجد رباب سوى الصمت ,,, رغم ان ام مصطفى خالة رباب ,, قد قامت بطرد نجوى اكثر من مرة ولكن تهديد حٌلم الدائم بانها ستنهى حياتها جعل رباب تتراجع اكثر من مرة عن موقفها بل انها دافعت عن نجوى امام ام مصطفى وترجت خالتها ان تعامل نجوى بصورة جيدة من اجل حٌلم ,,,,,,,,,,
لكن ماحدث قبل نهاية العام الدراسى ,,,,, جعل نهاية لم يتوقعها الجميع لعلاقة نجوى وحٌلم .

تبقى على حولية جدى مصطفى ايام قلائل جدتى بت الشريف تواصل الليل بالنهار تعاونها ام مصطفى التى كانت رغم سلاطة لسانها طيبة ونشيطة ,,, ولم تكن تتاخر عن رفيقاتها فى المناسبات ,,, دخلت رباب وهى تحمل هموم الدنيا كانت تبحث عن سانحة لتنفرد بجدتى بت الشريف ,,, وما ان سنحت لها الفرصة حتى بدات تشتكى لجدتى ,,, من عبدالباقى
قائلة : ( ات عارفة ياحبوبتى بت الشريف معزتك زى امى الله يرحمها ) وسقطت الدموع اعقبتها تنهيدة حارة مما جعل حبوبتى بت الشريف تترك مهمة اخراج الاوانى الكبيرة من المخزن وتلتفت ناحية رباب ( كدى ادينى كرسى المخروقة قائمة على يابتى )
واحضرت رباب الكرسى وهى لاتعرف كيف تخبر بت الشريف بماساتها فهى منذ زواج عبدالباقى وهى صامتة تاكلها نيران الحسرة والحرمان ,,, الحسرة فى شريك جعلته كل امانيها واحلامها ,,, لم تتاخر عن طلباته كانت تحرم نفسها وابنتها من كل شئ من اجل سعادته لم تترد فى الوقوف الى جانبه ودعمه لكنه باعها من اجل اخرى ,,,وحرمها ,من حقها عند هذه النقطة
, ترددت رباب وقررت ان تتراجع وتصمت فهاهى قد تحملت وصبرت خمسة سنوات منذ زواجه من رقية ,,,,رقية ابنة خالته اليتيمة التى لم تتجاوز السبعة عشرا ربيعا ,,,, ممتلئة الارداف ,,,, واسعة العيون ,,, حنطية اللون منذ قدمت رقية من البلد لتقيم معهم وهى تتوقع هذه اللحظة ,,,,, فكم مرة ضبطت عبدالباقى وهو يلتهم رقية بعيونه ,,, وكم مرة شاهدته يمسح على شواربه الكثة اذا مرت رقية من جانبه ,,, لم تنطلى عليها حيلته وهو يغطى وجهه بالجريدة بعد عودته من المصنع ويتسلل بعيونه ناحية رقية وهى تحمل صينية شاى الغداء وتتفدع يمنة ويسرة فى غنج ودلال ,,,,,,,,,,, منذ قدوم رقية لم يعد يطلبها ,,, فما ان يعود من ورق الكتشينة فى نادى الموظفين حتى يتسلل الى والدته فى نصف الحوش وتسلل الى اذانيها قهقهاته بمناسبة او دون مناسبة ,,, فى احدى الامسيات ضبطته وهو يرتدى القميص الكاروهات ويصب نصف زجاجة الكلونيا لم تشاء ان تحرجه بالسؤال لكنه ارتبك وتلعثم وهو يبرر لها انه يريد ان ياخذ الحجة الى المستشفى ,,
وسرعان ماجلجت ضحكاته ,,,, ونسى نفسه وظل الى منتصف الليل ساهرا عند والدته وهى تتقلب فى فراشها تحرقها الحسرة والغيرة وعندما واجهته انتهرها بشدة وهو يبرر ان والدته رفضت الذهاب الى الطبيب فسهر الى جوارها ,,,, ليلتها تاكدت انها خرجت من حياته الى الابد ,,,,,,,
صوت بت الشريف جعل رباب تخرج من تلك الذكريات ,,,( معليش ياحبوبة اصلى اصلى )
وردت بت الشريف ( اصلك شنو يابتى ,, عبدالباقى مقصر معاك ؟ ) (لا ياحبوبة اصلوا الحكاية )
وقالت بت الشريف (يارباب يابتى ماتقولى حبوبتك عجوزة مابتفهم ,,, انتى ماتزعلى روحك انا بخلى جدك مصطفى ,,, يجيب راسه ,, عبدالباقى الغبيان اكان مابعرف الشرع جدك مصطفى بوريه ,,,, ادينى ايدك النقوم يابتى ,, احى يامخروقتى ,, ياتاج السر تنجدنى وتلحقنى )
احست رباب بشئ من الارتياح وهى تقاسم ماساتها مع حبوبتها بت الشريف مسحت دموعها وهى تتسلل من المخزن حاملة ا لاوانى الكبيرة واتجهت صوب الراكوبة الكبيرة ,,,,,,,
فى المدرسة جلست حلم وهى سارحة تضع القلم فى فمها ,, تقلب نظراتها فى فراغ كبير ,,, نجوى كعادتها ,, بدات فى طرح اسئلتها المحرجة لشيخ النور استاذ التربية الاسلامية وهو يتصبب عرقاً ,,وضحكات مكتومة تتسلل من بنات الصف ,, ارتبك شيخ النور من جراءة نجوى التى كان قد اعتادها ,,,,واعتادت هى بعد كل حصة تربية اسلامية العقاب اوالطرد ولكن اليوم على غير العادة فقد كان الدرس عن النكاح ,,,,, وبدأت نجوى فى طرح اسئلتها المحرجة وهى تضحك وتثرثر واستاذ النور يتصبب عرقاً ويمسح بمنديله الابيض على جبنيه المتصبب عرقا الذى ماان تراه نجوى حتى تعلق ساخرة ( لو سمحت يااستاذ التطريز الفي المنديل الاشتغلوا ليك منو ) فتبدأ الضحكات المكتومة ويرتعد استاذ النورغضبا وهو يتمتم ( اطلعى برة الفصل بت قليلة ادب ,,, مامتربية ,,, بجيبوكم من وين انا ماعارف ) فترد ضاحكة وهى تغمز لحٌلم ان تلحق بها , سؤالك غريب يااستاذ ( اكيد بيجيبونا من النكاح ) فيحاول ان يلحقها بالبسطونة الطويلة فتركض هاربة وسط ضحكات البنات .

نجوى هى نجوى لم ولن تتغير نجوى الولد او محمد ولد كما يتاهمسون سراً ,,,,
كل شئ فيها بعيدا عن الانوثة ضحكتها ,,,,, مشيتها ,,,,,,,,,
وذلك الشعر الذى انتشر بغزارة فى انحاء متفرقة من جسدها ,,,, كل شئ ينيئ ان نجوى تعانى خلل ما ,,,,
كثيرا ماكانت تلتقى نظراتنا فى موقف ما ولكننا كنا نصمت ونٌمعن فى الصمت ,,
هكذا هو عالمنا لا نملك حياله سوى الصمت ,,, الى ان اتى اليوم الذى كسر الصمت ,,,
احداث هذا اليوم لاادرى ان كانت حقيقة او هى محض خيال ,,,, او مجرد شائعات ,,
شائعات كالشرر تبدأ صغيرة ,,, وتكبر ,,,,تنتشر حتى تصير حريقاً ياكٌل الاخضر واليابس ,,, هو ماحدث فى هذا اليوم وماجعله اخر يوم دراسى فى حياة نجوى
واخر يوم شٌهدت فيه حٌلم فى حى المصنع ,,, سنوات,,,,, وسنوات وحٌلم مفقودة مرت حياتها كاسمها تماماً حٌلم ولكن حُلم تحول لكابوس قضى على صاحبتهِ الى الابد .......

فى ليلة الحولية امتلأ الشارع عن بكرة ابيه
تجمع اهل الحى رجالا ونساء واطفال
هذه هى الليلة الوحيدة التى ترفع الامهات فيها نوبات الحراسة المشددة على الفتيات ,,, فتتلامس ايدى المحبين فى خوف ورهبة مستغلين فرصة تناول الشباب لاوانى الارز واللحم او كما يحلوا لام مصطفى ان تسميها الفتة وهى تصرخ منتهرة اولاد حسب الرسول وشباب المصنع
بصرخة : هوى ياوليدات الفتة بردت الحقوا الحيران ,,,, فى تلك الليلة كان موسم عرض الطرق الصوفية مهرجان من الالوان المزركشة مابين الجلابيب الواسعة المبرقعة بالوان متعددة وزاهية وبين الاخضر الذى يرتديه القادرية ,,, ومدد ياشيخنا مدد وكتل الجمر الحمراء التى يسحقها البرهانية بارجهلهم العارية عندما يتوهون فى ملكوت الخالق
الجميع يتمايلون تنتفض الاجساد ,,يدورون حول انفسهم فى حلقات
حلقات من الثياب التى تتسع وتنتفخ وتدور بفعل الهواء ويدورُ اصحابها حول انفسهم ,,, تتشنج الاجساد علوا وهبوطا وتتمايل فى مناجاة وطرب حميم
امتدت الحولية الى الساعات الاولى ليرحل الجميع قبل صلاة الفجر
وبقيت الفتيات والنساء يتحلقن مابين الشاى بالحليب وقطع الزلابية المحلاة بالسكر الناعم
وهم يُعيدون كل غرض لمكانه ويرتبون المنزل
في هذه الليلة احساسنا انا وفرحة ان زهرة لم تغادرنا ان روحها تلحق بيننا ,, مما جعلنا اسرى الحزن والذكرى ,,,,
ان تختلف مع احدهم فى تفاصيل الاشياء لايعنى انك لاتحبه ولا يعنى انك لن تُحسُ بفقدهِ,,,,,, ولا يعنى انك تحمل كرها لاحدهم ,,,
تلك الحياة قاسية جدا فهى تُفرق من تشاء وتجمع من تشاء
كانما كُتبت الاحزان على فتيات حى الناصر
زهرة غادرتنا دون وداع وتركت جُرحا غائر سنظلُ نحمله طالما اننا على قيد الحياة ,,, وكانما الاحزان كانت على عهدٍ بان لاتفارقنا

و الحزن تربع داخل الحى ورفض ان يغادرنا
,,, العيد الكبير على الابواب والجميع يجهزون انفسهم للاحتفالات بالعيد وبعودة سمؤال
وفرحة تحلق كالفراشة تُطير فرحا وخوفا كلما اقترب العد التنازلى لعودة سمؤال
ولكن الاقدار تُفاجئنا دائما بما تُخفيهِ داخل عباءتها الكبيرة عباءة الغيب .

البيوت اسرار الجزء الثالث والرابع

والدة زهرة لم تستطع ان تمنع هروب زهرة المتكرر, وغيابها المستمر عن المدرسة وعم داؤود كان اخرمن يعلم شمل الخبر المدينة الصغيرة الجميع يتهامسون وزهرة تزداد رعونة وتمرد يوم بعد الاخر تتنقل كالفراشة هنا وهناك .
الى ان سمعنا صوت جدى مصطفى مناديا حبوبتى بت الشريف وطالبا بت عبدالرحيم على وجه السرعة , حضرت بت عبدالرحيم ودخلت على جدى مصطفى ومازال جدى مشغولا بتسبيحه وتمتمته باسماء الله , بت عبدالرحيم تتصبب عرقا وهى تجلس على ارضية الصالون الرملية تبدل وضعية رجليها بين الحين والاخر
اخيرا التفت جدى ناحية بت عبدالرحيم قائلا ; ( اسمعى يابت عبدالرحيم خبار البنية كله عندى دحين بدورك تقولى لى داؤود المطرطش
جدى مصطفى قالك عقد البنية زهرة الخميس على حسن ود المحجوب انا ماعندى كلامن تب مع داؤود ودالمحجوب ود عمها وكثر خيرو دق سدرو وجانى بدور يغتى معونه دحين رسى البنية وخليه تعقل وترسى بدل الفضايح والجرسة قدام الله وخلقه )
خرجت بت عبدالرحيم وهى تحدث نفسها ( سجمى يابنات امى كيفن بقول لى داؤود شيخ مصطفى بدور يعقد لى بتك الخميس على ود اخوك المقاطعو برئ برئ فى خشمى مابجيبه داؤود مابقدر يكسر كلمة شيخ مصطفى لكن يفش غضبه فيك يابت عبدالرحيم , شكيتك على الله يازهرة كان سودتى وشى قدام الله وخلقه )
لم تكن بت عبدالرحيم تعلم ان الامر سيروق عمى داؤود فهو سيتخلص من اعبائه ومسؤلية البنات كانت هاجسه وحصاره كان للحفاظ عليهن من منطلق فهمه البسيط .
وحسن كانت تعجبه ابنة عمه من زمن طويل ولكنه لم يفاتحها فى الامر بسبب سفره للدراسة فى روسيا وكانت تصرفات زهرة هى مجرد طيش مراهقة كما يراه هو ويردده لامه واخواته عندما تعلن امه رفضها لزهرة
قائلة ; ( البت دى ماقاعدة فى الواطة ياولدى داير بيها شنو البنات على قفا من يشيل مالقيت غير المسنوحة زهرة ) ولكنه ينهى حديثه متشبثا برايه;
( اسمعى ياحجة زهرة بت عمى ومهما قلتي انا غيره مابدور بعدين انا كلمت جدى مصطفى وابوى زاته موافق الموضوع خلص فعليك الله باركيها ياحجة )
زهرة كانت تجلس امام كومة كبيرة من الثياب عند عودت بت عبدالرحيم وهى تدندن : (مالوا ماجاء ماقال بجى )انتهرتها بت عبدالرحيم :( تجيك صاعقة شاحدة ربى تريحنى منك ) مطت زهرة شفتيها فى امتعاض قائلة ;( الموشح بتاع كل يوم كالعادة كرهتونا روحنا اقول ليك حاجة ياامى الله يخلصنى من عيشتكم الكئيبة دى يارب توب على )
بت عبدالرحيم (يتوب عليك من شنو ياكى شبه الخدمة راجيك كان هنا وكان فى بيت ام حسن اريتك تنسترى ياالزايعة انا والله كان ماخائفة ابوكى تحصل ليه حاجة ولا يكٌتلك زمان كان كلمته ليك )
زهرة ;(دقيقة دقيقة خدمة وعرفنا ها ام حسن دى شئ كمان اوع تقولى لى حسن ودعمى محجوب ) بت عبدالرحيم ( ياهو السجم ودعمك شبهك يعلم ربى )
طرقات عصا عم داؤود قطعت الحديث وارتبكت بت عبدالرحيم وابنتها ولاذوا بالصمت .
ما ان اختفت اقدام عم دؤاود متواريا فى ذلك الحوش الكبير متجها صوب الديوان حتى علا صوت زهرة وهى تهدد وتتوعد بت عبدالرحيم فى حال اجبروها على الزواج من حسن فانها ستختفى من حياتهم الى الابد
فما كان من بت عبدالرحيم الا ان قذفت حذائها تجاه زهرة وهى تتمتم
( دى الفضلت أخر المتمة جاية تعلى صوتك )
وردت زهرة ( ياامى كلوا كوم وزواجى كوم اوعة تكونوا فاكرنى بهيمة تحولوها بى مزاجكم من زريبة للتانية
وحسن مابتزوجوا تقولوا صائعة ضائعة حسن دة اخر حاجة تحلموا بيها ) .ركضت بت عبد الرحيم مهرولة ناحية زهرة وهى تلقى بها فى السرير واصابعها تتسلل نحو طريقهم المعتاد لتغرسهم فى وركى زهرة وهى تصرخ متحدية االالم واصابع امها المنغرسة بلا رحمة ( اقرصى للصباح ماباخدوا والله اموت ولا اعرسه )
فرفعت ام زهرة يديها وهى تشبعها صفعاً بكل مااوتيت من قوة
لم ينقذها سوى صوت والدها مناديا بت عبدالرحيم التى تراجعت مذعورة ,,وعدلت ثوبها وهى تتجه صوب الديوان ترتعد فرائضها ,وهى تقدم رجلا وتاخر الاخرى
ركضت زهرة صوب غرفة البنات ودموعها تتساقط تلعن حظها العاثر الذى جعلها ابنة اسرة ليس فى عالمها سوى الخوف والضرب والاهانة
بت عبد الرحيم جلست فى كرسى فى طرف الصالون وهى تلتقط انفاسها
( انشاألله خير ياحاج ماعوايدك تنادينى الساعة دى )
(ياولية انتى مطرطشة اناديك متين ماداير دى ماعوايدك يعدوا ايامك )

بلعت بت عبد الرحيم ريقها فى صمت فى انتظار والد زهرة الذى اكمل حديثه
دون اهتمام
( الخميس صفاح زهرة على حسن شوفى دايرين شنو اكتبوه ارسلوا مع الولد الفى الدكان )
(لكن ياحاج الخميس بعد خمسة يوم ونحن ماجاهزين )
( اسمعى هو صفاح فى الجامع يشيلوا عروسهم ويقطعوا وشهم )
لكن ياحاج
( اسمعى كلام كثير ماداير يالله داير انوم )
انسحبت والدة زهرة فى هدوء
ارتمت فى عنقريب الراكوبة الكبيرة وهى تحمل هم زهرة ورفضها لحسن
ووالد زهرة اذا علم بالامر فانه قاتلها لا محالة
فى تلك الليلة لم يغمض جفن لبت عبدالرحيم وهى تتقلب يميناً ويسارا تٌتمتم بالدعاء وبعض الايات لعل الله يهدى زهرة فتقبل بحسن وتسير الامور على خير

زهرة لم تستطع النوم وفكرة زواجها من حسن تدور براسها
,تعلم ان لااحد بامكانه الوقوف فى وجه والدها ,
فكرت فى الهرب ولكن الى اين المهرب , ووالدها لن يتركها على قيد الحياة ,
فى تلك الليلة اضمرت شئ فى نفسها فاحست بشئ من الراحة وبدات تستسلم للنوم
رغم صوت المطر الذى بدأ يتساقط فى غزارة وبت عبدالرحيم تصرخ :
( قوموا يابنات دخلوا فرش الراكوبة وماتنسوا تقفلوا الجداد فى الاوضة الوراء
وصال ادعت انها فى سبأت عميق , لكن ذلك لم يعتقها من ضربات تلقته فى جانبها الايسر فى صمت وهى تبحث عن حذائها
,
فى منتصف تلك الليلة الحزينة فتحت والدة زهرة قصة الزواج وهى تحدث وصال ( عرس فى الخريف دا كيفنوا اصلنا حقنا كلوا مشاتر الناس تقول شنو كلفتوها مالا كان مافيها عيب )
وزهرة تصتنت الحديث مدعية النوم
سكن الليل نام الجميع
وصوت المطر على سقف البرندة يصدر صوتا قويا ويلمع البرق
, والرعد يصدر صوت تهتز له الارض ,
عواء كلب بعيد والريح تهز النوافذ فى عنف متراقصة من قوتها ,
جدى مصطفى يصدر اصواته العالية احم احم منبه الجميع بموعد صلاة الفجر وهو يجهز نفسه للذهاب للمسجد رغم تدفق المطر ودوى الرعد المتواصل
كنتُ مستلقية غير بعيدة من جدتى يناوشنى قلبى فترتفع ضرباته
فجاءة شق سكون الليل صرخة قوية اعقبتها صرخات حادة جعلت كل من فى الحى يستيقظ مرعوبا يبحث عن مصدر الصرخة .
على اثر,, تلك الصرخة , خرج جميع سكان حى االناصر الى الطريق العام رجالً ونساء ,, حتى جدتى حليمة بت الذين توكأت على يد الحنين اِ بن ابنتها صفية وهى تصرخ (االكتيل منو , الكتيل منو ,,,)
حتى انتهرها جدى مصطفى قائلا ( حسبى الله ونعم الوكيل ,,مالك ياحليمة جايبالنا كتيل ,الصرخة دى الت ولية )
ماان سمع حسن عبارة جدى مصطفى حتى ركض ناحية شارع ولاد حسب الرسول ,, وفى منتصف طريقه خرجت شعلة من النيران صرخ الجميع واتجهوا ناحية الجسد الذى كان يحترق بشدة والنار تذداد بفعل الرياح اشتعالا ,,
خلع حسن جلابيته ورماها داخل سبيل اولاد حسب الرسول وحاول ان يلف الجسد الذى كان قد سقط على الارض ,,, انطفأ شئ من اللهب وانتشرت رائحة احتراق لحم بشرى فى زوايا المكان ,,
حاولوا ان يتبينوا شئ من ملامح ذلك الجسد لكنه كان عبارة عن كتلة سوداء متفحمة تماما ,,,,,,,
صرخت بت عبدالرحيم القادمة خلف الجسد وهى تلهث من كتل اللحم التى تحملها فقد كانت ممتلئة تتعثر بين الحين والاخر بفعل مياه المطر صرخت وهى تتمدد فوق الجسد المسجى امامها ( ووووووووب ,,ووووحرقة حشاك ااااالبتول )
وفى لحظة انقلب الشارع عن بكرة ابيه مابين )ووووووب ,,,,,,,,,,,,,واحى ))
ولا اله الاالله التى كان يطلقها رجال الحى وهم يحاولون االسيطرة على الهدوء ,
اقترب جدى مصطفى بصحبة ود الامير المساعد الطبى ناحية الجسد ,, واعلن ود الامير ان زهرة فارقت الحياة ,,,,,,,, نعم زهرة صبت الجاز فى جسدها لتتخلص من حياتها كما هددت وتوعدت ,, ( زهرة لم تكن اول من تحرق نفسها احتجاجا على حقها فى الاختيار ,,, ولن تكون الاخيرة ,,,, ففى كل الاحوال هن يحترقن فى حال قبولهن ا لامر سيحترقن احياء ,, وحال رفضهن الامر سيخترن وسيلة اخرى ليحترقن الى الابد ) اخرجتنى هذه العبارات التى رددتها فرحة عن ذهولى واصابعها تتسلل ممسكة بيدى ,, كانت اطرافها متجمدة من الرعب وهى تشاهد زهرة لاخر مرة جسد متفحم وخرجت منها العبارات كمن يهذى
( عارفة المغرب كانت معاى كبت الزوقة وكت ابوها مشى الجامع ,,,, وكالعادة تضحك لما قلت ليها العروس قالت لى عروس ,,,, عروس حور ,, انتى تعالى الزينا ديل كان استعجلوا ودقوا خروج سريع بلا عودة ياربى بعوضهم ولاد الحور ,,, )
)كانت حاسة قصدى كانت مصممة ماتاخد حسن ,,,الغريبة حتى شريف ماكانت عندها معاه حاجة لكن كانت قريبه منو شديد بحكم علاقته بى مريم ,. ومريم وشريف ,,كانوا اصحابه شديد )
قاطعت فرحة طيب هى بتحب ,,,,,,,, ( تحب شنو انتى عويرة هى اساسا ماعنده علاقة مع زول غير ازهرى,,,,,, بس حسن هى عارفة قصتهٌ مع الخواجية وعارفه عندوا ولد ) واعقبت على حديث فرحة (ولد حتة واحدة ياخى قولى كلام يدخل العقل زول عنده ولد يخليهوا ويرجع ويصر يعرس بت عمه )
فرحة ( انتى مرات عبيطة , زهرة رسلت مريم لى حسن وهى الكلمتنى وحسن قابله وقالت ليه انا مادايرك ,, قال ليها بس انا دايرك ,, وطلبت منه انه ينسى قصة العرس لكن حسن قال ليها ماضرورى تدورينى كفاية انا دايرك ,,,,,,, اها اليوم داك جاتنى تبكى وحلفت لو تنطبق السماء والارض ماتاخدوا ,,, وطبعا مريم ادته خبر الخواجية وصوره هى والولد مع حسن ,,, تعرفى حسن زول متخلف جدا هو زاتوا من يوم رجع عندوا شنو غير مٌبرات اولاد المرضى من ست مريسة لى قوز الرملة نص الليل والبنقو ,, مريم كلمت زهرة قالت ليها مايستاهلك ,, شريف عارفه وكلمنى , واساساً ازهرى طبيب الوحدة الصحية داير زهرة وحتى لمن سمع حسن دايره رسل جاب امه وخاله منتظر زهرة توافق ليه يتقدم ليها ,,,,,,,,,,,, )
صمتت فرحة وهى تشير الى حسن الذى كان يخبط راسه بحائط منزل ولاد حسب الرسول وهى يردد انا السبب ,,, انا السبب ,,,انا الكتلت زهرة وابناء الحى يقومون بجرجرته فى محاولة لادخاله منزل حسب الرسول ,,,
فى تلك الليلة اصابنى الوجوم وفرحة الى جوارى تبكى وهى تمسك بيدى فى خوف شديد,,,,,,,,,
عن نفسى لم اكن احسن حالا رغم اننى لم اكن ابكى ,
كنت مذهولة ,وانا اتخيل بين لحظة واخرى انه حٌلم او كابوس وسرعان ماتهزنى جدتى معلنة ان الصبح اشرق ,,,,,,,,,,,,,,,,,
لكن هيهات ,,, فى الصباح ,,,, خرج جثمان ,,,زهرة واعلن ,,والد زهرة ,., ينتهى العزاء بانتهاء مراسم الدفن ,,,
,,,وسط سخط نساء الحى خاصة وان بت عبد الرحيم لم تكن تستطيع ان تصلب عودها وسقطت ثلاث مرات خلال الليل ,,.,,
مايحز فى نفسى كثيرا,,, ,, اننى ااننى قلت لفرحة , انا لااطيق زهرة رغم علمى التام انها كانت مغلوبة على امرها ,, وغير سعيدة ,, والدها كان يعدٌ انفاسها لكنى ابداً لم احس معاناتها لم اتقرب منها لم اهتم لامرها ,,,,,
الان وبعد ان رحلت لم يعد بامكانى فعل شئ ولم يشغلنى شئ سوى سؤال واحد هل تسامحنى زهرة ,,,,,

غاب وجه زهرة من حى الناصر ,, تلاشت ملامحها يوم بعد الاخر ,,,, وعاد كل شئ لطبيعته المعتادة ماعد اثنان تطاردهم الذكرى او الاحساس بالذنب لست ادرى حسن وبت عبدالرحيم التى تناوشتها الامراض منذ رحيل زهرة ,,,,,,
الحياة عادت من جديد وعادت الضحكات لتلك الوجوه ,,,,,, بعد حول زهرة جمعت جدتى بت الشريف نساء حى الناصر والمصنع والمهندسين ,,, استعداد للحولية الكبيرة التى يقيمها جدى مصطفى بعد ايام ,, وبدات ام مصطفى الوداعية تتناوش مع رباب وام عبدالباقى ورقية غير بعيدة تستمع للحوار وتبتسم فماكان من ام مصطفى الوداعية الا ان التفتت ناحيتها قائلة
( بنات الزمن دا عليكم جنس محن متين يا لمطموسة فكوا الحزن واصبحت لمن طلعتى فى راس الحفرة واتحننتى وحات نظرى احلف عليك مانمتى ليلك تزازى يامقطوعة الطارى )
على سيرة الحزن استلمت الحديث ام عبدالباقى :( انتى ياام مصطفى الغبا العليك شنو تلومى رقية ,,,, انتى مااتحننتى وادخنتى فى ود اخوى الصبى فى سبوع خباره )
ام مصطفى ( حليلوا هو, , انتى ياام عبدالباقى ماك عارفانى مرا عندى الظيران والدساتير ,,,, , وحات مصطفى وكت مات ابوى لمن تم سبعة شهور ماقدرت امشى على رجلى ختانى السواكنى حد الموت الابت ودالنصر بخرتنى وختت لى الحنة اها دحين يابت امى ماتسلى لسانك ساكت فى الخلق )
قطع الحديث دخول فرحة وهى تحمل صينية القهوة فبادرتها ام مصطفى متسائلة( اها العرس متين يافرحة يابتى ماطولتو مخطوبين )
رددت فرحة فى حياء قريب ياخالتى , وركضت تجاه تجمع بنات حى الناصر فى الراكوبة الكبيرة , حيث جلست جواارى ووصال واسرت فى اذنى بكلام ام مصطفى وهى تضحك وتردد (العيد الكبير سمؤال نازل السودان ورابع العيد حدد المناسبة بس اكثر حاجة مخوفانى امى مصرة على رقص العروس وانا مابقدر عارفة كونى ارقص معناها كلهم حايشوفوا سمؤال واضحة والفضيحة وسط النسابة )
انفجرت ضاحكة وانا اردد ( طيب انتى ماعارفة انك حاترقصى الشلاقة الخلتك تكتبى اسم سمؤال , لا ,,,وكمان حشيتى الجرح كحل ,, , خمى وصرى وكت عاملة فيها البت حبيبة والعجب وكت امك تكتشف القصة ,, غايتوا اليوم داك ارجى الراجيك ساى )
فرحة :( اسكتى خلاص فضحتينى وصال سمعتك , بالمناسبة ماملاحظة حاجة , حٌلم اليومين دى ماطبيعية شكلها عاملة مصيبة كبيرة ونجوى طرف فى الحكاية )
حديث فرحة جعلنى اٌحس ان الامر كبير جدا فمنذ وفاة زهرة وحُلم يتكرر اغمٌاءه بين الحين والاخر ,,, ومنذ ان تعرفت على اسامة فى منزل نجوى وهى تقيم مع نجوى اياماً وليالى ,, اهملت دراستها تماماً ,,, مايحيرنى هو ماالذى يشغل عبدالباقى عن تفقد ابنته ,, عن متابعتها ,عن معرفة احوالها,,, حٌلم ليست ملامة اذا كانت تعيش داخل حلبة صراع ,,,, تغضب والدتها اذا احست ميلها تجاه والدها ويغضب والدها اذا اتخذت منه موقف ويحسبه وقوفا مع والدتها فلم تجد ماينقذها من هذا الجو سوى علاقتها با ا سامة ولم تعد تجد راحتها الا فى منزل نجوى حيث لاحسيب ولا رقيب ,,
فى ذلك الصباح سقطت حٌلم فى باحة المدرسة هرب الجميع عدا فرحة ,, تخشبت اطرافها وخرج الذبد من فمها ولنها لم تكن المرة الاولى , فقد جاهدنا حتى نتمكن من وضع اى شئ يحول دون ان تبتلع لسانها , او تقضمه تحت ضغط اسنانها ,,,,,,,,,,,,,,ياالهى كم تتعذب هذه القلوب الصغيرة ,,,,,,,,,,كم تتحطم ومن الجانى ياترى ؟ ومن الضحية ,,,,,,,,,,,؟

البيوت اسرار الجزء الاول والثانى

حدث الامر هكذا مرة واحدة دون مقدمات , ذلك الصباح لم يكن يشبه كل الصباحات فقد تلونت سماواته بذلك اللون الاسود القاتم , انقباضات قلبي تنبأني ان هناك شئ ما يلوح فى الافق , شئ ينغرس هناك مابين اضلعى يضغط على صدرى يجعلنى اشد انفاسى بحث عن هواء نقئ , صياح جدتى يخرجنى من تلك الحالة التى تتلبسنى , احمل حقيبتى وانا اركض للحاق بسيارة المدرسة , صباح الخير ارددها خافتة لصديقاتى ضحكاتهم ترن فى اذنى , صياحهم يتعالى , تقرصنى مريم كعادتها فى كتفى الايمن وتبدا ثرثراتها المعتادة عن تفاصيل حكايتها وشريف , تفاصيل تحرك تلك الانوثة التى ادفنها هناك تحت رماد االانتظار لفارس لم تكتمل صورته بعد فى خيالى واخمد بقاياها بين كتبى المدرسية , احيانا اشخبط على كراستى اضغط بالقلم لارسم وجه ما يذكرنى وجه ابى بتلك اللحية , صياح فرحة يخرجنى من خربشاتى البريئة للوجوه , تشير بيديها لى ان اقترب للجلوس على المقعد الخلفى للسيارة , المح على الطرف الخلفى نجوى وهى تحاول ان تساوى حاجبى زهرة وهى تتلفت فى حذر تراهم فرحة فتجلجل ضحكتها , فرحة هى حقا فرحة فالاسماء تشابه تفاصيل اصحابها , ففرحة تحب ابن عمها سمؤال وتنتظر رسائله بفارغ الصبر من جدة , جلست جوارها فرفعت كم قميصها الايسر وهى تضحك فى سعادة صرخت بدهشة يامجنونة فالتفت الجميع ناحيتى فغطت ساعدها حين اطلت زهرة براسها لتعرف ماالامر تلك الزهرة لم اطيقها ابدا لاهى ولا تلك الشلة التى تتبعها نجوى , ومرام وسوزان وحلم . حلم هذه فتاة رقيقة سمراء ممشوقة القوام متفوقة ولكن منذ طلاق والديها تبدلت احوالها وصارت تهمل دروسها وتبكى لاتفه الاسباب , التفت حولها نجوى , ونجوى تلك تخيفنى حقا فهى رجل فى ثياب امراة تقلد الصبيان حتى طريقة مشيها لا تختلف كثيرا , هى ايضا ظروفها لا تختلف عن حلم كثيرا ولكنها متمردة جدا تتهامس بعض جاراتها فى الصف ان والدها قد تزوج امها مجبرا درأً للفضيحة بعد ان حبلت منه وما ان انجبت نجوى حتى اختفى ولم يظهر فى حياتها , فى طفولتهاِ بعض بنات الحى كنا يرفضن اللعب معها وتلتقط اذنيها بعض العبارات عن امها فنشأت وهى تكره كل شئ , وتتمرد على اى شئ ,
فى ساعة الافطار ركضت سريعا نحو تلك المجنونة العاشقة فرحة , انزوينا فى ركن بعيد وهى تشمر ساعدها وتزيح الضمادة لترينى جرحا غائر فيها , فعلتها صديقتى بجنون هز مشاعرى بعنف , احسست بجسدى يهتز او يرتعش لست ادرى كل ما اعلمه اننى احسست للحظة اننى احلق بجناحى كعصفور بلله المطر , ورعشت البرد تجعله ينتفض , فرحة بكل جنون مراهقتها وسنواتها التى لم تتجاوز الخامسة عشرة مزقت ساعدها , فرحة ابنة ناظر السكة حديد , تنقلت كثيرا بين المدن والضواحى مع اسرتها رغم جمالها الساحر وضحكتها التى تاسر القلوب لم يكن يشغلها او يقاسمها حلم سنواتها سوى ابن عمها وحبيبها كانت تحسب الساعات والايام لتكون قربه , وماان يرسل لها رسالة مع مصروفها الشهرى حتى نتجمع فى باحة المدرسة الخلفية تحت شجرة بعيدة لنقر أ الرسالة ونتجمع حول الصور وتبدا تعليقاتنا وفضفضاتنا واحلامنا الصغيرة ترسم تلك الاعشاش المخضرة بامنياتنا وكم ظللنا نطرز النجوم بخربشتنا الصغيرة ونتخيل النقشات الصغيرة على وجه القمر وجوه حقيقية فى الامسيات المقمرة ,
سوزان كانت حكاية اخرى يلفها الغموض والصمت فهى ابنة رجل ثرى دائم الترحال والتنقل . وحيدة والديها, والدها رجل مزواج يختفى فى رحلة عمل ليعود وبصحبته صبية صغيرة فى عمر سوزان كان يختار زوجاته بعناية فائقة وكن يتميزن بجمال باهر, لكن تجاربه باءت بالفشل , فكل زواجاته تنتهى نهايات مدهشة وسريعة اما بالطلاق او بفضيحة مدوية فى المدينة تتناقلها الالسن ويصير حديث المجالس يسافر ثم يعود مرة اخرى لربيعة زوجته ووالدة سوزان طالبا الصفح والغفران , جارات ربيعة يستغربون جدا لصبرها فهى لاتشتكى لصديقاتها وجارااتها فمنذا ان انتقلت الى حى المهندسين وهى تخفى الامها خلف ابتسامة باهتة ووجها يزبل يوما بعد الاخر صديقتها حنان كانت تشجعها ان تضع حدا لتصرفات زوجها رجل الاعمال عباس ولكنها ترد على نصائحها بابتسامة خاطفة كل شئ يهون طالما سوزان بخير هى لم تكن تعلم ان سوزان ليست بخير وان الاقدار ترسم طريق اخر لسوزان

ليست الاقدار وحدها فنجوى وزهرة وحلم يضعون بصماتهم يوما بعد الاخر على تصرفات سوزان وهى تستسلم فى بلادة ورضى تام اذكر ان فرحة ز ارتنى ذات مساء وبدات ثرثراتنا المعتادة , لم اصدق فرحة عندما اخبرتنى ان زهرة مخنوقة من تصرفات والدها وقسوته غير المبررة , والد زهرة رجل صعب جدا , عم داؤد والد زهرة كنت اعرفه جيدا وتُرعبنى ملامحهٌ فهو رجل ضيق الاخلاق لا يفسح مجال للاحاديث اوالثرثرات لزبائنه , كان حازم جدا لايتفاوض فى السعر ينتهر زبوناته بكلمة واحدة : (عجبك اشترى ما عجبك السوق كبير ) ,اذكر عندما ذهبت مع جدتى لشراء ستائر جديدة للعيد , عم داؤد كان يجلس داخل منصة الحساب عابس الوجه تدوار عيناه فى فراغ كبير , ينتهر صبى المحل بين الحين و الاخر قائلا ( ; رجع القماش ذى ماكان ), عندما خرجنا من محل عم داؤد رددت جدتى بغيظ قائلة ( الراجل الشؤم والله بت عبدالرحيم تدخل الجنة صبر على خلقتهٌ ) وماان اكملت جدتى عبارتها حتى داهمنى الفضول فبادرت جدتى ; عارفة زهرة ووصال بيشتكوا من ابوهم ومابيزوروا صديقاتهم وكانما جدتنى كانت تنتظر اشارة البداية فانخرطت قائلة ( هى بت عبدالرحيم بتزور الناس وحات سيدى الحسن المراة بقت زى المجنونة تشابى بى حيط الجيران ) ومطت شفتيها فى حسرة على بت عبدالرحيم وهى تفتش تحت ثيابها وتردد هى;( وين ياالله حٌقت السجم دى ) بحث جدتى عن تلك العلبة الصغيرة كان يعنى ان باب الحديث قد اغلق , سرح خيالى الى حياة وصال وزهرة اربكتنى للحظة فكرة ماذا لوكنت ابنة عم دؤاد , اقشعر بدنى وانا اتخيل ان عم داؤد يغلق الباب على زوجته وبناته بالمفتاح
فى الصباح امطرت زهرة باسئلتى عن العم داؤد ولكنها كانت تغير مجرى الحديث بدهاء ناحية شريف , فى مدارس البنات يحرصن دائم على اسرار البيوت ويتدا ولونها فى نطاق ضيق لايتعدى الشلة او المقربات حتى لاتجد الواحدة قصتها على كل لسان فالاسرار الصغيرة تنتشر انتشار النار فى الهشيم , دفعتنى زهرة وهى تسالنى عن شريف وان كنت قد رايتهٌ وقبل ان انطق بشئ لفت نظرى حلم وهى تبكى كعادتها فتحضنها زهرة ونجوى وهم ينسحبون بها فى هدوء بعيدا عن بقية الفتيات انتابنى الشك ان حلم تمر بازمة كبيرة طلاق والديها زواج والدها , امها وهى تصب لعناتها على الوالد , وبين الحين و الاخر تدخل فى مشاكل قد تطول او تقصر مع اهل زوجها , جدة حلم كانت ترفض والدة حلم منذ البداية وتفضل ابنة اختها الهدية وراضية وتزن على اذنى عبدالباقى , عبدالباقى المحاسب فى مصنع البصل كان ضعيفا امام حبه لرباب زوجته ومابين رضى امه بت عبدالحفيظ , رباب مدرسة ابتدائية سريعة الغضب والانفعال وان كانت طيبة القلب وقفت مع عبدالباقى فى احلك المواقف بمالها وجهدها لكن عبدالباقى كان ابن والدته , اكثر من يجيد وصفه ام مصطفى الوداعية خالة رباب وهى تردد قائلة ( الرماد كالك ياالسجمانة والترابة فى خشمك كان راجيا عمار من الاضينة عبدالباقى ) فتلتف رباب فى حذر طالبة من خالتها الصمت حتى لايسمعها عبدالباقى ماكانت تعلم ان عبدالباقى قد خطط واتفق مع والدته على زواجه من رقية ابنة خالته , يدهشنى ان الاباء والامهات يخططون ويرسمون احلامهم بمعزل عن احلامنا الصغيرة يكسرون قلوبنا ويظنون اننا لانفهم لانحس لانشعر يتزوجون يتشاجرون وبصماتهم تطبع حياتنا تلون الفرح او ترسم الشقاء




والدة زهرة لم تستطع ان تمنع هروب زهرة المتكرر, وغيابها المستمر عن المدرسة وعم داؤود كان اخرمن يعلم شمل الخبر المدينة الصغيرة الجميع يتهامسون وزهرة تزداد رعونة وتمرد يوم بعد الاخر تتنقل كالفراشة هنا وهناك .
الى ان سمعنا صوت جدى مصطفى مناديا حبوبتى بت الشريف وطالبا بت عبدالرحيم على وجه السرعة , حضرت بت عبدالرحيم ودخلت على جدى مصطفى ومازال جدى مشغولا بتسبيحه وتمتمته باسماء الله , بت عبدالرحيم تتصبب عرقا وهى تجلس على ارضية الصالون الرملية تبدل وضعية رجليها بين الحين والاخر
اخيرا التفت جدى ناحية بت عبدالرحيم قائلا ; ( اسمعى يابت عبدالرحيم خبار البنية كله عندى دحين بدورك تقولى لى داؤود المطرطش
جدى مصطفى قالك عقد البنية زهرة الخميس على حسن ود المحجوب انا ماعندى كلامن تب مع داؤود ودالمحجوب ود عمها وكثر خيرو دق سدرو وجانى بدور يغتى معونه دحين رسى البنية وخليه تعقل وترسى بدل الفضايح والجرسة قدام الله وخلقه )
خرجت بت عبدالرحيم وهى تحدث نفسها ( سجمى يابنات امى كيفن بقول لى داؤود شيخ مصطفى بدور يعقد لى بتك الخميس على ود اخوك المقاطعو برئ برئ فى خشمى مابجيبه داؤود مابقدر يكسر كلمة شيخ مصطفى لكن يفش غضبه فيك يابت عبدالرحيم , شكيتك على الله يازهرة كان سودتى وشى قدام الله وخلقه )
لم تكن بت عبدالرحيم تعلم ان الامر سيروق عمى داؤود فهو سيتخلص من اعبائه ومسؤلية البنات كانت هاجسه وحصاره كان للحفاظ عليهن من منطلق فهمه البسيط .
وحسن كانت تعجبه ابنة عمه من زمن طويل ولكنه لم يفاتحها فى الامر بسبب سفره للدراسة فى روسيا وكانت تصرفات زهرة هى مجرد طيش مراهقة كما يراه هو ويردده لامه واخواته عندما تعلن امه رفضها لزهرة
قائلة ; ( البت دى ماقاعدة فى الواطة ياولدى داير بيها شنو البنات على قفا من يشيل مالقيت غير المسنوحة زهرة ) ولكنه ينهى حديثه متشبثا برايه;
( اسمعى ياحجة زهرة بت عمى ومهما قلتي انا غيره مابدور بعدين انا كلمت جدى مصطفى وابوى زاته موافق الموضوع خلص فعليك الله باركيها ياحجة )
زهرة كانت تجلس امام كومة كبيرة من الثياب عند عودت بت عبدالرحيم وهى تدندن : (مالوا ماجاء ماقال بجى )انتهرتها بت عبدالرحيم :( تجيك صاعقة شاحدة ربى تريحنى منك ) مطت زهرة شفتيها فى امتعاض قائلة ;( الموشح بتاع كل يوم كالعادة كرهتونا روحنا اقول ليك حاجة ياامى الله يخلصنى من عيشتكم الكئيبة دى يارب توب على )
بت عبدالرحيم (يتوب عليك من شنو ياكى شبه الخدمة راجيك كان هنا وكان فى بيت ام حسن اريتك تنسترى ياالزايعة انا والله كان ماخائفة ابوكى تحصل ليه حاجة ولا يكٌتلك زمان كان كلمته ليك )
زهرة ;(دقيقة دقيقة خدمة وعرفنا ها ام حسن دى شئ كمان اوع تقولى لى حسن ودعمى محجوب ) بت عبدالرحيم ( ياهو السجم ودعمك شبهك يعلم ربى )
طرقات عصا عم داؤود قطعت الحديث وارتبكت بت عبدالرحيم وابنتها ولاذوا بالصمت .
ما ان اختفت اقدام عم دؤاود متواريا فى ذلك الحوش الكبير متجها صوب الديوان حتى علا صوت زهرة وهى تهدد وتتوعد بت عبدالرحيم فى حال اجبروها على الزواج من حسن فانها ستختفى من حياتهم الى الابد
فما كان من بت عبدالرحيم الا ان قذفت حذائها تجاه زهرة وهى تتمتم
( دى الفضلت أخر المتمة جاية تعلى صوتك )
وردت زهرة ( ياامى كلوا كوم وزواجى كوم اوعة تكونوا فاكرنى بهيمة تحولوها بى مزاجكم من زريبة للتانية
وحسن مابتزوجوا تقولوا صائعة ضائعة حسن دة اخر حاجة تحلموا بيها ) .ركضت بت عبد الرحيم مهرولة ناحية زهرة وهى تلقى بها فى السرير واصابعها تتسلل نحو طريقهم المعتاد لتغرسهم فى وركى زهرة وهى تصرخ متحدية االالم واصابع امها المنغرسة بلا رحمة ( اقرصى للصباح ماباخدوا والله اموت ولا اعرسه )
فرفعت ام زهرة يديها وهى تشبعها صفعاً بكل مااوتيت من قوة
لم ينقذها سوى صوت والدها مناديا بت عبدالرحيم التى تراجعت مذعورة ,,وعدلت ثوبها وهى تتجه صوب الديوان ترتعد فرائضها ,وهى تقدم رجلا وتاخر الاخرى
ركضت زهرة صوب غرفة البنات ودموعها تتساقط تلعن حظها العاثر الذى جعلها ابنة اسرة ليس فى عالمها سوى الخوف والضرب والاهانة
بت عبد الرحيم جلست فى كرسى فى طرف الصالون وهى تلتقط انفاسها
( انشاألله خير ياحاج ماعوايدك تنادينى الساعة دى )
(ياولية انتى مطرطشة اناديك متين ماداير دى ماعوايدك يعدوا ايامك )

بلعت بت عبد الرحيم ريقها فى صمت فى انتظار والد زهرة الذى اكمل حديثه
دون اهتمام
( الخميس صفاح زهرة على حسن شوفى دايرين شنو اكتبوه ارسلوا مع الولد الفى الدكان )
(لكن ياحاج الخميس بعد خمسة يوم ونحن ماجاهزين )
( اسمعى هو صفاح فى الجامع يشيلوا عروسهم ويقطعوا وشهم )
لكن ياحاج
( اسمعى كلام كثير ماداير يالله داير انوم )
انسحبت والدة زهرة فى هدوء
ارتمت فى عنقريب الراكوبة الكبيرة وهى تحمل هم زهرة ورفضها لحسن
ووالد زهرة اذا علم بالامر فانه قاتلها لا محالة
فى تلك الليلة لم يغمض جفن لبت عبدالرحيم وهى تتقلب يميناً ويسارا تٌتمتم بالدعاء وبعض الايات لعل الله يهدى زهرة فتقبل بحسن وتسير الامور على خير

زهرة لم تستطع النوم وفكرة زواجها من حسن تدور براسها
,تعلم ان لااحد بامكانه الوقوف فى وجه والدها ,
فكرت فى الهرب ولكن الى اين المهرب , ووالدها لن يتركها على قيد الحياة ,
فى تلك الليلة اضمرت شئ فى نفسها فاحست بشئ من الراحة وبدات تستسلم للنوم
رغم صوت المطر الذى بدأ يتساقط فى غزارة وبت عبدالرحيم تصرخ :
( قوموا يابنات دخلوا فرش الراكوبة وماتنسوا تقفلوا الجداد فى الاوضة الوراء
وصال ادعت انها فى سبأت عميق , لكن ذلك لم يعتقها من ضربات تلقته فى جانبها الايسر فى صمت وهى تبحث عن حذائها
,
فى منتصف تلك الليلة الحزينة فتحت والدة زهرة قصة الزواج وهى تحدث وصال ( عرس فى الخريف دا كيفنوا اصلنا حقنا كلوا مشاتر الناس تقول شنو كلفتوها مالا كان مافيها عيب )
وزهرة تصتنت الحديث مدعية النوم
سكن الليل نام الجميع
وصوت المطر على سقف البرندة يصدر صوتا قويا ويلمع البرق
, والرعد يصدر صوت تهتز له الارض ,
عواء كلب بعيد والريح تهز النوافذ فى عنف متراقصة من قوتها ,
جدى مصطفى يصدر اصواته العالية احم احم منبه الجميع بموعد صلاة الفجر وهو يجهز نفسه للذهاب للمسجد رغم تدفق المطر ودوى الرعد المتواصل
كنتُ مستلقية غير بعيدة من جدتى يناوشنى قلبى فترتفع ضرباته
فجاءة شق سكون الليل صرخة قوية اعقبتها صرخات حادة جعلت كل من فى الحى يستيقظ مرعوبا يبحث عن مصدر الصرخة .


ليلة عقد عبدالباقى علمت رباب بالحكاية , وركضت نصف ثوبها على راسها والاخر على الارض وحلم لحقت والدتها وهى تحمل دكتور شول بيديها وتترجى والدتها ان تنتعل حذاءها وتعدل ثوبها لكن من يسمعها فوالدتها تلعن عبدالباقى وتتجاهل شعور حلم احزننى االامر كثير مابال هؤلاء النسوة تصيبهم التعاسة اذا تزوج ازواجهم سؤال كنت ابحث عن اجابة لم يسعفنى سنى الصغير لاجدها ,
دخلت رباب على جدى مصطفى وهى تنوح وجدى مصطفى رجل له احترامه وسط اهل المدينة الصغيرة هو شيخها وطبيبها ومخرج الجان من مساكنها جدى رغم ثراءه فانه لاياخذ من الدنيا سوى مصلاته ومسبحته وقدح اللبن الكبير الذى يشربه فى المساء والويل كل الويل اذاتركت القدح مفتوحا فانه ينتفض كمن به مس ليصبه تحت صنبور المياه ويدلق عليه الماء
بكت رباب على يديه وهو جالسا فى وسط الديوان على مصلاته المصنوعة من الفراء ومسبحته بيديه يغيبٌ حين مع اسماءالله ويحضر حينا اخر ورباب تبكى وتعدد مواقفها مع عبدالباقى رفع جدى مصطفى راسه قائلا ( دحين يارباب يابتى عبدالباقى رقية بقت مرته على سنة الله ورسوله بدورى تقعدى انا بجيب عبدالباقى قدامى يتكفل بى مصروفك ومصروف البنية بتدورى الطلاق دا حقك يابنيتى الا كان داير رائ جدك مصطفى تمسكى بيتك وتخلى بالك من بنيتك تعصريها عليك وتانى ماعندى كلام القول قولك والشور شورك اا بنية ) رددت رباب وسط الدموع لكن ياجدى مصطفى فقاطعها ناهرا ; (مالكين يابنية ولا حاجتين دا الشرع وعبدالباقى محللاتلو اربعة )
عادت رباب بنصحية جدى مصطفى وعادت حلم وهى تفكر كيف تلتقى فتيات الصف هل هناك من راى امها حافية القدمين , هل سينتشر الخبر , الكبار يفعلون اشيائهم يبحثون عن سعادتهم وهم يدوسون فى طريقهم قلوب صغيرة, قلوب تحتاج دفئهم حضنهم, نصائحهم ليت الاباء يعلمون ليس بالخبز وحده يحيا الصغار بالحب تتكسر كل الصعاب, بالمحبة تتفتح الحياة, بالتفاهم تزول الازمات ,هكذا وجدت حلم نفسها فى دائرة صراع لاينتهى بين انانية الاب وانكسار الام واحست طعم اليتم وهى بين والدين لايشعرون بوجودها وفٌتح الطريق امام نجوى وزهرة خاصة ان حلم كانت بلا ارادة , ضعيفة ,هشة , منكسرة
عبدالباقى العريس كان منغمسا بين احضان رقية وحلم انغمست فى وادى الضياع بصحبة اسامة , اسامة جار نجوى, ونجوى لم تكن خيرا من اسامة فالبورة واحدة والنشاة واحدة كلاهما ضحية اب , , ضحية مجتمع لم يمد يديه لهما , وعاقبهم على ذنوب لم يرتكبوها , , جلدهم بسياط العزلة فنبتوا لامبالين , فهم ماتوا اجتماعيا ويتحينون الفرص ليموت غيرهم, حتى يحسوا بطعم الانتصار ويحس ضحيتهم بطعم المرار ,
سرح خيالى بعيدا وفرحة تصف لى كيف هربت زهرة عند التاسعة مساء عندما نام عمى داؤد وتسللت الى حفل قريب لتحضره ,
كيف واتتها الجراءة لتخطط وتدبر امر كهذا , اصابنى الزهول , وفرحة تبرر لى ان الضغط يولد الانفجار وان زهرة قد اخبرتها انها ضاقت ذرعا بعم داؤد وتصرفاته وانها لم تعد تبالى اوتهتم لامره

سؤال على هامش الجسد

 
سؤال على هامش الجسد
اجسادنا تلا مس بعضها البعض ,,  تزاحم   بعضها الاخر ,,,, تلامس فى زحام الطرقات ,,, تتطوق بعضها فى الامسيات ,, وتنادى بعضها بكيمياء الشد والجذب   ,, لكن ماان تفكر عقولنا بعيدا عن كيمياء الجسد ,, ماان تستغرق فى جدلية الفعل والفعل المعاكس وتقيم االذأت والاخر ورؤية وتقيم الاخرين لافعالنا والصيغة الاخلاقية للسلوك حتى نبحث عن مكان خفئ بعيد عن اعين الاخرين يسع كل هفواتنا وضعفنا الانسانى ,,, طالما لم يسمعنا احد او يرانا ,,, غريبة ,,, هى سلوكيات البشر والاغرب كيف نرى المسافة مابين اجسادنا واخلاقنا ,,, وكيف نجعل الجسد يتوارى خلف فكرة واحدة اغرب لعنة الله عليك .

Saturday 28 January 2012

احلام احلام

  تفاصيل   تُطلُ   على   الذاكرة    ,,,,   احلام    الصبايا  ,,,,  النجمات   البعيدة    ,,, الضحكات   ,,, العثرات    ,,  وبريق    الوجوه    حين    نقبض   على   انامل    بعضنا   الصغيرة    ونعبر    مساحات    الواقع    مُحلقين  فى   براح    المفردة    واللحن   .



   

حضورك



كل  شئ  فى   حياتى   من   اجلك    ,,,     احساسى     ,,,قلمى   ,,,حرفى   ,,,,,حزنى   وفرحى   ,,,  وريشتى   التى   ترسم   الارض  بالوان   البنفسج   ,,,,  حضورك   فى   ذاكرتى   معطف  شتوي   يدفئ   ايام    صقيعى  .
Powered By Blogger