Tuesday 26 February 2013

لاتنتظرنى





الصورة الرمزية انصاف ابراهيم




لاتنتظرنى ولا اريد ان اعلم ما بيننا اختصر كل الاجابات الممكنة والمستحيلة . 
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة 

خربشات


:

الصورة الرمزية انصاف ابراهيم





رغم بُعد المسافة ............
وخربشات الالم .........
رغم الحسرات والامنيات الضالة .............
مازال الامل ..............
مخيلتى لم ترسم النهاية بعد ...........
سيطل وجهك واطبع قبلتى على خديك ............
حتى لوكانت النهاية قبر مفتوح ............
مازلت احلم ان يضمنا معا ........................
لاتضحك الملائكة !!!!!!!!!
ينتظرون دائما لتحقيق الامنيات السيئة ... ............
هل يسعنا الكفن ؟ ............
ام ستضيق الامنية ...

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أمنية طائشة .

الانتظار ..........
مواجهة مستحيلة مع النفس للنسيان .......
نسيان ................. اننا ننتظر وانهم غائبون ...............
نسيان ................. عقارب الساعة وهى تعبث بنا ...........
انفاسنا تعلو وتهبط .........
عيوننا مشدودة عل حافة الوقت .......
ومازال هناك امل .................
بنهاية لكل هذا العبث .......
نهاية متوقعة ... وحزينة جدا ...
اننى فقط اعبثُ ..........
بأمنية طائشة ... ... 

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة 

Saturday 23 February 2013

صليل الحنين .


كقابض الريح وبائعها ..............
يرهقه السؤال .............
تعطنت روحه بصليل الحنين ........
المعلق على توابيت الانتظار .............
نهاه العتاب ...........
عن الوقوف على اعتاب  الاعتذار.....

سؤال




اٌتشرق شمس الشمال .............
سؤال يداعب خاطرى كلما ترنمت فيروز............
فى امسيات رمادية تضيئها كرات الثلج ..............
كلما تعتمت الارض .....
وعانقت الريح الصفصاف ........................
كلما كان الهدوء يعنى ان الاموات ليسوا وحدهم من سكن الهدوء بيوتهم .....................
فسكننا هدوء غريب موحى للفكرة ........... 
رفيق للقلم ................
موجع احيانا من كونك والرتابة ............
تسيران معا .  




يوم سئ للغاية


               
    اشعر  بفراغ  كبير   .............
  كان  داخلى   اجوف   تماما ......
كل   شئ   حولى   يعبث  بافكارى   ...........
 تتلاطم  عواطفى  ...............  
  الريح  تعصف  بقوة   ........ 
 ترهقنى  المقاومة ........
  استسلم   بهدوء   .........
  بهدوء   شديد  ..........
واقصى  امنياتى   حجر  صخرى  
اسند   راسى  عليه    ويحتوينى   
                

مواسم عقيمة


وجهك المقدس ............
يُقاسمنى مساءتى ..............
عشقاٍ مجنون ............
حلما غائب على ارصفة المدن .......
ماضى عتيق وبضع امنيات ............. ............
مواسم عقيمة مرت ...........
النوارس هجرت مدينة الامنيات .......
من 
 يٌزيلٌ   جراحاتى ؟
ومن يُدثرنى بغيابك ؟ 
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الحزن مقامات ..

هذا الصباح تقتلنى الاشواق لوطنى الحزين ................
لصبح يبدأ شروقه من تلة الجبل العتيق ....................
لوجه امى ...........................
الله ياامى ..................
الحزن مقامات .................
الم يعلمونا يوما .............
ان نصرخ بمل افواهنا ............
نحن نكره ............
نحزن .............
نغضب .......................
لكن ان نحب فهى لعنة السماء والارض..................
ملعونة انا بين كل العاشقين ..........
وكل مااعشق ......
طيفه الحزين ..................
نبوءة امى بوجه الصباح
............ ووطن يبكى كانشودة المطر .............

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تعديل / حذف المشاركة

Friday 22 February 2013

غوايات


اى كائن حر


كم نحتاج من السنوات الضوئية لنصل لقناعة بان اى كائن حر ,,,, فى فكره وفى ايمانه وفى دينه وفى قناعته بشرط ان يكون محكوم بعقله وحقه كامل فى الكتابة والتفكير وممارسة حرياته كاملة دون مقص الرقيب او حكم الاغلبية . 

( مقتطفات من مجموعتى يافتاح ياكريم يارزاق ياعليم)

ود الربيع مات وشبع موت ياالسرة .......
صرخت حليمة بت المهدى ...
وهى فوق الحائط المتهالك تسند حافة كوعها على اطراف الحائط القصير .........
وهى معلقة فوق الطاولة الصغيرة ........تماما كما فعلت السرة ...........
ساعة مضت منذ ان بدأنا يتبادلنا احاديث الصباح ...... ودبادى يقهقه ضاحكا وهو يسستعد للخروج ....... مرددا :
اندلى ياولية ماتكسرى ليك مخروقة اصبحنا واصبح الملك لله .........
اظهرت السرة نابها الذهبى وهى ترمق الحاج بادى بنصف ابتسامة وهى تشيعه بنظراتها الى باب المنزل الخارجى 

يافتاح ياعليم يارزاق ياكريم الجزء الثانى

 
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة





 







بسم الله ياالشيخ العركى .............
جفلت بت جاد وهى تردد :
كل صباح مدخلة فينى خلعة ياعشة ......
وناطة فى خلقتى .......... 
عشة كانت تدور حول بت جاد وهى تربط الثوب فى وسطها وتضع يديها فوق بعضهم البعض فوق راسها .........
وهى تنطط وتنخفض ثم ترتفع وهى تبكى وتولول .........
استغفرت بت جاد بعد البسملة 
............ وهى تتمتم بصوت منخفض : 
احى يابت امى على شبابك .....كان ماالدنيا بت لزينة وغدارة ماكان دا حالك ياعشة ........... 
عشة دائما ماتذكرنى بمسرحية عنبر المجنونات ......
تلك المسرحية التى تجولت على كل مسارح الاقاليم .....
وكن جميع بطلاتها نساء ........ عدا المخرج 
مسرحية تتكرر كل يوم على مسارح الحياة 
هؤلاء المرهفات .........
جلسن على رصيف الحياة بفعل فاعل ..... شهريار ............
شهريار العادات والجهل ...... والتقاليد ....... 
تقاليد مجتمع الحب .......... مجتمع الزواج .........
مجتمع القرابين ......... كتلك التى كانت تقدم فى مجتمع البيرو التاريخى القديم ........... 
شرط القربان ... ان يكون مستضعفا ......... 
هشاً ...........
عاجزا ........ 
اى ان الخيار لم يكن يخرج عن كونه طفلة قاصر .......
قد لا تحتاجها القبيلة لحمايتها ...........
او عند دق طبول الحرب ............ 
تماما كالمجتمع العربى القبلى ........ الذى كان يدفنها حية ............
هى اذن قسوة الجهل التى جعلت عشة تركض طوال الليل فى الطرقات ..........
يقولون انها قدمت من مدينة اخرى ........ 
وتقول دفع بى اخى ... خارج المدينة ........ 
لننى مجنونة ........ حمدت الله كثيرا ان فك قيدى ...........
فركضت اسابق الريح .......

وجدت دم السلخانة يكسب جسدى حرارة تدفئنى فى الشتاء القارس... 
من الصعب ان تقف وعشة وجه لوجه .......... 
فحتما سيغمى عليك من رائحة الدماء الطازجة التى تمسح بها جسدها وشعرها كل صباح .... 
وتلك التى جفت طبقات على جسدها .......
لكن رغم ذلك اعتادها اهل المدينة بسوقها الكبير ........... 
فصارت معلم من معالم السوق ....... 
تجلس جوار بت خميس لتناول وجبة غداءها االيومية دون ان يتأفف احد ....... 
يكفى فقط ان يضعن الثوب على انوفهن حتى لاتزكم الرائحة التى لا يحتملها بشر......... 
فيحتملنها رحمة ومحبة وصدقا لمقولة قديمة .... 
الجنس للجنس رحمة والدم لدم رحمة ... 
فكانت دماء حواء المرأة وجنس النساء دافع ليبذلنا مايستطعن لحمايتها ..... 
الى ان تنتابها نوبة الركض ....... 
فتقذف صحن الطعام وتبدأ بالصريخ والعويل وهى تضع يديها فوق راسها وتصرخ بصوت عالى : 
الراجل عرس ...... 
ود الكلب ابوربيع .. 
دخل المرأة فينى وانا فى حبل الغسيل بنشر هدومه ...... 
بكنس بيته .... بطبخ اكله ............ ودالكلب 
وتظل تركض وتدور حول نفسها طوال اليوم تلطم وتصرخ .... 
لكن فقط لم تكن تنام او يغمض جفنها ثانية ..............
ماان تعود لوعيها حتى تجدها اعقل مجانين السوق ومااكثرهم ...........
الى ان صرخت بت رجب يوما :
سجم خشمى ياالسرة عشة حامل .........
عشة منو يابت رجب .... عشة المجنوونة ........كر علينا ورماد خشمنا .......... من مغايص الدنيا ........... لا لا يابت رجب الجاب الخبر غبيان ......... عشة ام مسوحن دم .......
عشة معزورة ياالسرة والحصل لا بالمراد ولا اليد ..... دحين كلثوم كلمت حريم السوق فى شأن المسكينة تدخل للمصحة ....
كر كر ........... باقيلك بنقدر يابت امى مع مجابدة المعايش والحال الواقف ......
اى بالحيل المابقدرنا شنو يابت امى ....... انحنا كتار بفضل الله ............. شلن ........ ريال كل واحدة وقدرته ....
تدخلت حليمة : الغبا العليكم شنو ؟؟؟؟؟ عشة ماطول عمره بتنبح مثل الكلب السعران مواصلة الليل بالنهار .......... هى كان اهله ذاتم طلعوها من البلد ومااتحملوها بنحملا نحن ديل المساكين ........... لقمة خشمنا ماقادرين عليها ..............
قاطعتها السرة : اها خلاص قامت حليمة الشنافة .... انت يابت امى شيتن ماسك رزقك غير ايدك الناشفة ولسانك الطويل دا مافى ........ التفتت اليهم بت رجب : الرسول كان تكشفن حالنا وسط السوق ... انطمن ..... ماصدقتوا اتنفشتن متل الديكة ........ وضاع صوتها وسط ضجيج الباعة واصوات الشحادين ...........
لله يامحسنين لله 
التى ترتفع بها حنجرة العم سراج ..........
وبين جاره المتقرفص على الارض عباس وهو يردد 
بصوت بديع ورائع :
الله فرجوا قريب ياحامدة 
الله فرجوا قريب ياحامدة 
حامدة الابنة باهرة الجمال ........ التى رحلت بصحبة زوجها الى احدى دول النفط تاركة العم عباس دون معين ... فكان لابد له من الجلوس على قارعة الطريق يرتجى رحمة المارة وعناية النسوة بلقمة الخبز او جرعة ماء فى هجير الشمس والصيف الحارق ........... عطفا ورحمة بسنه الكبير ............ 




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

                     

شهور الرحيل

هكذا ديسمبر ........
نيسان ..............
حزيران ......................
شهور الرحيل .................
ترحل وتصحب الراحلين ......
مليئة بالشجون ............
والحنين ............
..........................
هيمنجواى ...............
عبدالرحيم ابوذكرى ...........
عندما يروادك الموت نفسك بقصيدة ............
كلما سمعتها ........
ينتصب شبح ابوذكرى بناظرى.................
واضعا القلم باخر قصيدة فى ديوانه ........
قصيدة ليست ذكرى للموت..................
بقدر ماهى حفيف الملائكة................
وصوت الرحيل خفيفا ..........
كما اتيت للكون ............
بلا متاع ..........
ولا اثقال الذنوب ...................
قصيدة .........
تحس فيها دموع المودعين ............
بابيات تنعى نفسها...............................
وتفتح ................
باب الليل على مصرعيه للرحيل ............
ُترى اى وجه حمله بمشواره الاخير؟.......................
واى صوت رافقه؟ ..............................
وكم من حنين.......
وهواجس......
صاحبته الى عالم..................
كان محض اختيار................
رحيل كان اخر مافيه ........
ديوان الرحيل ................
لماذا ياامى يرحلون طوعا .............
باارادة كاملة ................
بوعى كامل ..............................
لماذا ؟ ..................
....................
مايكوفسكى.................
هل هوالقرار ام الحصار.... حصار النفس والروح ............
كما كتب ابوذكرى ............. ......
ام انه.. .........
الرحيل .............
حين قال :
وهنا نموت على الرصيف بلا صديق .....
من غير دار ....
من فير نار .....
غير المساء .... والبرد والعطش الغزير .....
غير الحصار .........
او حين وضع القلم مودعا ..............................
بقصيدة الختام .............................
.....................
انتظرني فانا ارحل...............
في الليل وحيد..........
موغلا منفردا .......
في الدهاليز القصيات انتظرني ............
في العتامير .............
وفي البحر انتظرني ...........
انتظرني في حفيف الاجنحه..............
وسماوات الطيور النازحه ..............
حين تنهد المزارات .......
وتسود سماء البارحه ............
انتظرني..............
انتظرني..............
ومابين انتظار ابوذكرى ورحيل قوائم الرحيل ...لاروشال و منترلان و " غاري ..... بولنتزاس ميشيما ... ماياكونسكي و يسينين............ عبد الباسط الصوفي و خليل حاوي ... حين كتب الرحيلُ قصيدة وداع ولو بعد حين ..
متعب أنت وحضن الماء..
مرج دائم الخضرة ، نيسان ..
أراجيح تغني ، وسرير ..
مخملي اللين ، شفاف حرير ..
وبنات الماء مازلن..
على الدهر صبايا..
ربما كان لديهن ..
قوارير من البلسم ..
أعشاب ، تعازيم عجيبة ..
تمسح التحفير عن وجهك..
تسقيه غوى سمرته الأولى المهيبة، لون لبنان وطيبة ".
متعب ، دوامة عمياء ..
هذا اللولب الملتف حولي ..
ذلك التيار دوني والدوار..
متعب .. ماء .. سرير
وتلمست حديد الجسر
كان الجسر ينحل ويهوي صور تهوي واهوي معها
أهوي لقاع لاقرار . 

صورة: ‏مقتطفات من وثائق شخصية للأديبة الراحلة أروى صالح تقديم عزة الوكيل 

فى الوثيقة رقم < 1 > كتبت أروى صالح : 
القاهرة فى 15 ديسمبر 1988 
عزيزى <.....> 
باكتبلك و أنا مش متأكدة انى حاكمل الجواب ده , 
لأنى مش متأكدة انى قادرة على الكتابة دلوقتى , المشكلة الحقيقية فى الكتابة دلوقتى انى مفتقره لما يكفى من العاطفة عشان أكتب , 
لما بتكتب بعاطفة بيتفجر الاكتشاف و يسبق الفكرة المجردة بالحدس الفذ , الموجود 
عند كل انسان لو عرف يلقطه , فى اللحظات دى ما بتفكرش , و متلحقش تفكر , 
حتى فى شكل التعبير المنهمر على السطور فى كلمات قابضة على الحقيقة الحية 
بتسطع فيها زى الجوهرة .. حقيقة ماكنتش متعرف عليها أبدا قبل ما تطلع متبلورة 
زى النبوءة ! 

فى الفترة الصغيرة اللى ازدهرت جوايا مشاعر ناحية <.....> اللى اضطريت 
أقتلها قتل , كانت المشاعر العذبة الحنونة و هى بتتفجر بعد موات طويل , بتفتح 
معاها أبواب الاكتشاف و الرؤيا الحدسية الرائعة دى لما تشف و تبصر بحده 
لا تعرفها فى الأوقات القاحلة , و يزدحم وجدانك بالأخيلة و الأفكار الملهمة .. 
مع ان كل ده ما مكنيش أشوف هول القسوة اللى واقع فيها <.....> .. 
يا ترى ازاى ديستوفسكى كان قادر يشوف كل ما ينطوى عليه البشر من رقة 
و من قسوة فى نفس الوقت ! ده صعب قوى يا أخى ! 
< مش يمكن ده السبب فى انى ما انفعش كاتبة ! .. اوعى تصدق دى نكته 
ع الماشى لكسر الرومانتيكية > .. 

و بعد <!> .. نهاية درامية لتجربة <معركة أخيرة فى الشغل> وضعتنى وجها 
لوجه أمام الأسئلة التى كانت تراكمت حول الى أى مدى قدمتلى هذه " الحياة " 
منجى من قدر العزلة عن الحياة ؟ .. و ثانيا , و هو السؤال الحرج , بل المخيف 
شوية بالنسبة لى الى أى مدى " تجاوزت مشاكلى " القديمة , و حليت المعضلة 
اللى طوحت برؤوس كثيره , معضلة العثور للحلم الرقيق على قدمين راسختين 
فى أرض البشر الواقعيين , العيانين , اللى مضطرة أعترف ان لسه أذاهم 
بيوجعنى أكثر ما خيرهم بيدفينى ! أو , بعيدا عن التعبيرات الشاعرية , 
هل أفلحت بعد كل الرحلة الطويلة الشاقة دى , فى أن أصبح كائن صالح 
للتعامل مع العالم الواقعى , دون أن يفقد اما توازنه و اما حلمه ؟ 

... على امتداد العمر, اللى بقى طويل دلوقتى, كان دايما بيحمينى و يصونى من السقوط "يقين" بيربطنى بالبشر اللى بيفزعونى و هم كائنات حية باتعامل معاها فى الحياة اليومية مستمد من العلاقة مع أخطر منجزات البشرية, رأسا! ... ديستوفسكى قدملى و أنا مراهقة أول يقين ان عذابى مفهوم و مبرر, و لعله كان أول صك انتماء لطفلة, شىء ما فى ذلك المحيط الهائل المسمى بالعالم يثير ذعرها ... حتى الدناءة فى الروايات دى بتثير بفضل عبقرية مشاعر عذبة, بل جميلة ... بس ما كانش فيه حد يقوللى فى الوقت المناسب ان المسافة بين الجمال العبقرى ده و الأصل الواقعى, ممكن تتقصف فيها رقاب. 
و يمكن من اللحظة البعيدة القديمة دى بدأت ترتسم ملامح قدرى الخاص, ان رابطتى الأكثر حقيقية بالواقع, تبقى الايمان الصلب بأجمل ما أنتجه البشر و هم يحاولون اكتشاف حلمهم و صنعه ... نقيا, ناصعا, و مبرأ من وساخة هؤلاء البشر أنفسهم! اللى كنت عاجزة فى العلاقة المباشرة معهم - بدون واسطة - عن تفسير لغزهم, فضلا عن التعامل معهم, فاقدة أبسط روابط الثقة بهم ... و كان الواقع مصر على السخرية من ايمانى الحصين فى قلاعه الخاصة, الحقيقية جدا رغم كل شىء, و اللى كنت باجرى أحتمى بأحضانها من قساوته كل ما تعضنى. 
لكن الى أى مدى "الوصفة" دى ما زالت صالحة انها تمشينى؟ ... "الواقع" حكم بانها ما عادتش كافية <و يظهر ان الواقع هو اللى له القول الفصل دائما فى آخر المطاف> لانى بقالى سنة بالتمام و الكمال مش قادرة أقرأ!! و رغم ان فضولى للمعرفة ما انتهاش, بالعكس لكن "السلام" اللى كنت مطمئنة دايما انى حا لاقيه فى القراية, ما عدتش قادرة أبحث عنه فيها, و مش عارفة هل السبب فى ان الصيغة دى اللى ربما تكون بتحولك الى متأمل صرف لم تعد قابلة للاستمرار, و لو بحكم المرحلة دى من العمر؟ أم ان السبب فى الحرمان الطويل, العريق, من الدفء الانسانى الكافى لبعث الاطمئنان و القوة فى القلب, ليجترىء على مصاعب رحلة الكشف و التمرد... انه جف خلاص و ما عادش قادر يقتات على فتات قديمة, معظمها كان - فى الواقع - أوهام اتحطمت, كأن قدرتى على الاستمرار بعد الصدمات, كانت هى القدرة على تجديد الوهم! ... كنت دايما باعزى نفسى بالظن بانى أخطأت السبيل لمقصدى, و أواصل البحث محملة بنفس الأوهام غير منقوصة, عن الجمال 
فى بشر غير اللى عرفتهم, و فى النهاية, لما باتطلع داخلى مش لاقية غير مقبرة جماعية. 
يا ترى هو ده السر ورا احساسى الدائم, المسبق, الدفين بالعجز؟ ... 
أنا عايشة الحياة حقا كحدوتة من حواديت الأطفال, فيها الأشرار اللى لازم يدفعوا الثمن فى الآخر, و فيها الطيبين اللى باحدف نفسى عليهم, و لما يخذلونى و يظهر فيهم وجه شرير, أتخبط فى ذعر بحثا عن معين ... ما كنتش قادرة أفهم الناس أبدا لأنى باقرب منهم و فى قلبى من الخوف ما يعجز عن أى فهم! و لأنى فى نفس الوقت باقرب برغبة عارمة فى التسليم, تسليم نفسى كلها, و عشان كده اللى كان بيتأذى كان نفسى كلها!. 
أنا كنت با طلب من الناس الكثير اللى أنا فاقداه, بابحث عندهم عن سند يصلب الانكسار فى داخلى, و باطلب من كل قادم جديد أن يطيب الجرح اللى خلفته الخيبات السابقة, و بتتكفل بتجديده الخيبات المحتومة اللاحقة ... و فى كل ده با كشف نفسى و جرحى" بصدق" مبعثه الحقيقى الاستغاثة من جرحى و نواقصى, اللى من فرط استغراقى فيهم ما انتبهتش ان "الآخرين" أيضا مجروحين و مش كاملين, زيى! ... "الناس" كمان, كانت بالنسبة لى مفهوم مطلق, "الانسان" بالغ الجمال و الكمال, اللى قادرة أسلم انى مش قده, لكن مش قادرة أفهم و لا أسامحهم هم على انهم مش قده!. 

عزيزى <....> 
انتوا بتطلبوا منى من الجسارة و من القدرة الانسانية ما لا أملكه ... الكتابة عايزة وجدان خصب, أما أنا فمن أى معين أجلب, من ندوب؟! أنا لم أعرف الناس, و انما عرفت فقط خوفى منهم, و الخوف شعور فقير, و طبعا مش ملهم ... و هنا أقدر أدخل "التاريخ" عشان ما ابقاش ظالمة مع نفسى, و أقول أنا أيضا "بطل من هذا الزمان" الرمادى على حد تعبيرك, و أقدر أراجع معاك الفترات اللى كتبت فيها, و هى مش كتيرة , بالتحديد لان كان فى "زمنها" شىء ملهم .... 
1- فترة كتابة المذكرات من سن 16 : 18 هى فترة 68, فترة القلق الخصب الباحث عن طريق, اللى أجهضت على حد رأيك الصائب بعد 73. 
2- فترة 73 , الكتابات السياسية , حين بدا أننا أخيرا نعثر على الطريق, و كذلك أنا, و اتضح أنها "حلاوة روح" لكلينا. 
3- و أخيرا الكتاب اللى كتبته فى الخارج و أنا لأول مرة باحلق بعيدا عن مشوار القبح الطويل فى السياسة, و أسبح فى جمال صافى بلا أعباء, بلا ثمن من النوع اللى تعودت أدفعه, ثمن انفضاض الوهم … لكن هنا أيضا كان ينتظرنى ثمن, ثمن القفزة من الارهاق الطويل, ارهاق عمر مثقل بتأملات فوق طاقته, و محكوم عليها بالعقم لأنها سجينة الخوف, و لا تتنفس بما فيه الكفاية, الحياة … بالذات لأنها قفزة, كان لازم أفقد التوازن اللى كان مفتقد فى الاتجاه الآخر … و خطر ببالى, و كان لازم يخطر, انى أتطلع للماضى بتشفى, و كتبت كتاب بالغ الشاعرية و مسموم, و ما كانش فيه مفر انى استنشق بخار ده كله … أنا دلوقتى معنديش أى شك فى انى لما كتبت الكتاب ده كنت فى حالة و ان كتابته كانت هى السبب الأساسى وراء اصابتى بحالة الشيزوفرينيا المؤقتة اللى جت قرب نهايته <معذرة انى استطردت تانى, بس دى كانت نقطة محيرانى لغاية دلوقتى>. 
الجمال المحلق ده, اللى مالوش صلة بواقعى الكئيب, جه على هوايا, و طبعا كان فيه مقتلى, فهل أبحث عنه اليوم مرة أخرى, مع فارق, انى أعرف! أعرف انى باصدر حكم نهائى ليس فقط على علاقتى بالشيوعية التى أحبها من أعماق قلبى <و ان يكن أيضا- ربما كمفهوم مطلق فقط!> بل و على علاقتى بالكتابة, و بالبشر القليلين اللى بيربطونى بواقعى و أهلى … باصدر حكم نهائى فى الحقيقة على نفسى, و أنا لسه يا دوب بابتدى أتعرف على الدنيا؟ … متهيألى المفارقة دى نفسها, أصدرت الحكم بالفعل … أنا اتأخرت قوى, و جاية ابتدى فى زمن ليس فيه ما يكتشف, مافيش خيط جمال أمشى وراه, و ابقى مستعدة أدفع ثمنه … لكن حتى لو كان فيه, هل بقى لدى, بعد كل الرحلة المنهكة دى <دون أن يكون الانهاك ده ذنب حد> ما أدفعه, مهما كان جمال "الوعد"!. 
أنا فعلا ما راودتنيش لحظة ندم على الطريق الوحيد اللى بيفتح أبواب اكتشاف العالم من جديد … لكن اللى حصللى على مدى المشوار, كان فيه شىء فوق طاقتى, بالتحديد لأنى كنت فيه فى الواقع وحيدة … كل أحلام العالم لا تغنيك عن لحظة الدفا اللى يقدر يديهالك وجه انسانى, كانت دى "اللمسة الأخيرة" عشان تكتمل الهوة السحيقة اللى بتفصل أحلامى عن واقعى … و لما يكون الحلم الخاص اللى أغراك و جرأك على الرحلة دى, "الوعد" اللى كان بيلوح فى آخر الطريق هو الرغبة العارمة فى التواصل الانسانى, تقدر تتخيل قد ايه كان ثقيل حمل الهزائم على كتفى الوحيدين, و أنا باحاول أكمل رغم الاصطدام المتكرر!. 
< أروى صالح > 


و فى الوثيقة رقم <2> كتبت أروى صالح : 
عزيزى <….> 
أنا بقيت منسجمة مع التوحد, كل ماضيا و خبراتى بتتصاغ دلوقتى و تلتحم فى موقف نهائى من الحياة و من الآخرين … الخبرات المريرة "اللى قتلتنى" بقيت فاهمة دلوقتى انها ببساطة ثمرة قسوة الحياة نفسها فى مجتمعات ميتة, و وصلت من زمان مرحلة اللاانسانية <<سبحان الله, الواحد يدفع عمره عشان يكتشف بديهيات!>> … أنا كنت باطمح لحياة جميلة و مليئة, و للفرار من قدر الملل جوه بيوت الطبقات المتوسطة, و فى كل مرة كان بيتحطم الحلم ده, و يسيبنى ركام وراه, كانت دهشتى بتعادل عذابى, ليه أنا بانأذى, مع انى مش عايزة أأذى حد, بالعكس, عايزة علاقة بالناس توصل لدرجة الاندماج الكامل! <ما كنتش عارفة ان ده بالذات , كان كعب أخيل>, لكن دلوقتى سلمت بان "الفرار" ده مستحيل, بالظبط زى ماهو مستحيل خلق يوتوبيا من الجمال و العلاقات الانسانية فى مجتمعات ماهياش انسانية, كان من العدل ان الحياة تسخر بقسوة من أوهامى, اللى فى الحقيقة لا تخلو من أنانية, أنانية الرغبة فى تفادى القدر المأساوى اللى بيلف حياة الغالبية العظمى من الناس, و اللى بتفرضه عليهم الأقلية المالكة فى كل مكان فى العالم بايد من حديد. 
< أروى صالح > 

تعليق بقلم عزة الوكيل: 
الجواب الحرج , بل المخيف كتير بالنسبة لى هو أن " أروى صالح " لم تستطع 
أن تتجاوز مشاكلها و حلت المعضلة بالرحيل عن " الحياة " هربا من أرض 
البشر الواقعيين , العيانين .. لم تحتمل وجع أذاهم .. لم تفلح بعد رحلتها الطويلة 
الشاقة أن تتعامل مع العالم الواقعى , فاختارت الرحيل بحثا عن حلمها الرقيق 
و احتفاظا بتوازنها .. فهل يا ترى وجدت " أروى " حلمها الرقيق و انتصرت 
فى نهاية معركتها مع الحياة ! 

لم تستطع أروى أن تخرج من حواديت الأطفال الى واقع الحياة و تتعايش ... لم تستطع أن تسامح "الناس" و أن تغفر للانسان عدم بلوغه الجمال و الكمال ... فقررت أن تقتل خوف قلبها و أن تضع حدا لشعورها بالعجز و تأذيها من الخذلان السابق و اللاحق ... فى لحظة قد يسميها البعض يأس و البعض كفر و البعض قد يرى أنها منتهى العقل و البعض أنها ربما فقدت عقلها ... ترى ماذا لحق بأروى بعدما أنهت حياتها ... بعدما لم تجد سندا أو سببا فاسلمت روحها متخلصة من جروحها و خيباتها و نواقصها ... أنا أيضا يا أروى وجدت أن الطفولة ببرائتها و خيالاتها و احلامها تختلف عن واقع الكبار فى يوم ما فكتبت هذه الكلمات و اهديها لك حيث أنت ... فهل تستطيعين قراءتها؟ 
فى صغرى, 
كنت أتخيل فى صغرى أنى اصطاد بشباكى النجمات و الأقمار 
و أزين بها قصور الرمال ... 
أنى أزرع الورد فى الصحراء و البساتين فوق الجبال ... 
أنى اجتاح اليم بمراكبى و افرد اشرعتى 
و انتشل الدر من اصداف البحار ... 
لم أكن أعلم أن للكون مدار 
و أن السحابات كانت بخار 
و أن الموت نهاية الأعمار 

و نفذت أروى خطة الفرار الممكن … الانتحار بحثا عن الجمال و هربا من واقعها الكئيب … اصدرت حكما نهائيا بنهاية كل شىء و رحلت … لكنها بقيت فى ذاكرتى رغم أننا لم نلتق أبدا و لم أسمع عنها الا عندما نشرت الصحف و المجلات حادث انتحارها منذ بضعة سنوات …. لم أقرأ لها سوى مذكراتها التى اسعدنى الحظ مؤخرا أن أحصل علي نسخة منها لأتعرف عليها و أعيش عذاباتها و اشاركها معاناتها … صدمتنى أروى بانتحارها و أتعبتنى بقراءة كلماتها … آسفة يا أروى أنى لم ألتق بك لأربت على كتفيك و أحاول أن ازيح عنهما حمل الهزائم الثقيل … آسفة لأنى تأخرت فى التعارف عليك … ربما كنت استطعت أن أساعدك فى تحقيق حلما من أحلامك أو على الأقل أواسيك لعدم مقدرتك على تحقيقه‏

Thursday 21 February 2013

خلف النهر العتيد


هذه المدينة تغرقنى بعشقها حد الثمالة ............ 
تتوه خطواتى فى مدن ضبابية الرؤية ............
غارقة فى الجمود والكابة ........... 
نتسول الاشواق والحنين على ابوابها الموصدة الا من مشاعر الخيبة ............. 
تقضُ مضجعى الاشواق ..........
تعيدنى للنبع الحنين ...... 
تُهدينى ابتسامة غائبة هالة من الضوء ...........
واكوام من الذكرى تشاغبنى ............
تتسلل عميق ......
تضغط بقوة على جرح تكور مهملا .......... 
نغمة تُعيدنى للبعيد ..............
طفلة تداعب الرمل ............ 
خلف النهر العتيد ............... 

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شئ ما


لم يعد

لم يعد بامكاننا فعل شئ امام جنونك واحتراقى ... 



ماريالى ..




Powered By Blogger