Tuesday 12 November 2013

مسرح احداثى

الليل مسرح احداثى الصغير
كلما اقمت على عتباته 
عكفت على تأمل شخوص 
نهارى البائس

قراءتى الاخيرة

 

وجهك لوح قراءتى الاخير
عبث الاشياء العتيقة حين 
تداعب ذاكرتى
انثى تنشد تراتيل الليل
حين يمضى غافلا 
يبتغى الصلاة 
قبلة انفاسك

Monday 11 November 2013

البيوت اسرار الجزء الخامس عشر

  



فرحة التى كانت تسخر من مخاوفى يوم حادثة المدرسة 
هى نفسها التى امامى اليوم بوجه منقبض وابتسامة فاترة 
وهى ترمى لى بقرارها فى فسخ الخطبة
من ابن عمها سمؤال
اندفعت عباراتى بهلع بعد كل هذه السنوات
والمشاعر التى عشناها عن قرب 
وبعد تحديد موعد الزفاف
لا اعتقد ان الامر بهذه السهولة 
واظنها كماحالاتك التى تنتابك بين الحين والاخر
فتعصف بك
لم اكمل حديثى وانا اتأملها شعرت 
ان الجالسة امامى ليست فرحة التى اعرفها
رأيت دموعها الحبيسة تكاد تطفر من عيناها 
الابتسامة التى كانت تشع انزوت بجانب شفتيها
ارعبنى الامر لدرجة اننى كررت السؤال 
وهى تنظر الى البعيد والقلم بين اسنانها
وسط دهشتى وتساؤلاتى تسللت دموعها
لا شئ انا فقط 
عند هذه الانا وقفت طويلا وخيالى فى حجم الحدث القادم
لم اعتد ومنذ طفولتنا ان اجبرها على الحديث 
ولم اتوقع انها تخفئ شئ حتى رسائلها حين تكون فى مدينة اخرى 
كانت تكتب فيها ماتود وليس مااسألها 
ماكان يشغلنى ان هناك عاصفة فى الطريق 
عاصفة اما ان تصنع فرحة او تقضى عليها تماما
ياالهى لواننا ولدنا فى مكان اخر عالم اخر 
لو اننا نستطيع ان نكون باارادة او قرار
اخر 
لو ان هذا الكون يقتسم شئ من احزاننا 
فرحة وانا وجه لوجه والصمت 
وحيرة تغطى الوجوه 
وخوف جاثم فى صدورنا 
وقادم لا ملامح له على الاقل
لم تولد معالمه حتى اللحظة

حالة تأمل

حين يبدو الموت كفراشة زاهية تحترق ببطء على شعلة ملتهبة ..



مجرد وجهة نظر

الكاتبة والستر لايجتمعان فى العقل العربى
خاصة حينما تندفع الكلمات عارية تماما بلا ورقة توت
وحينما ترصد عيوننا السحرية عوراتكم 
عورة العقل لايسترها 
انا مثقف
فالقول لايوازى
الفعل

Sunday 10 November 2013

رواية البيوت اسرار الجزء الرابع عشر

  


حين تاتى الحزينة لتفرح فتجد ان الفرح 
يفتح على كل الابواب عداها 
هكذا همست فى اذنى فرحة 
وانا اتسأل عن غياب سوزان فكلما سجلت 
رقيبة الفصل الاسماء لم يرد اسم سوزان
ولا حلم حلم مضت كحلم او كابوس
او شئ ما سقط باهمال من ذاكرة الجميع 
لاتسالونى عن شعور عبدالباقى
فمازال يتمسح تحت اقدام قطته المدللة رقية 
تعال ياعبدالباقى يأتى مسرعا 
تتأفف وتعايره من الحين للاخر بحلم
غزا الشيب راسه رغم الصبغة الحجرية 
وبدأت التجاعيد ترسم دوائر وهالات
تدلى فكاه وانتفخت جفونه لكنه بين الحين والاخر 
يستعيد شبابه السحرى بقارورة 
العرقى التى يحضرها جمعة ود التاية
فيلفها بالجريدة وهو يقبض على كنزه بشدة 
وينقده المبلغ وتنفرج شفتاه باابتسامة عذبة 
وهو يذكره بتموين الغد
احيانا اظن حين يغلبه الحزن لغياب حلم 
ولخروج عروق صدغيه والايفاء بالتزامات رقية
وطلباتها التى لاتنتهى 
يذهب ليتمدد لدى رباب 
فينطلق لسانه بالشتائم والمعايرة بتربيتها 
لكنها تصمت وكلما صمتت طال لسانه 
ماشاء له 
فيستعيد كرامته المبعثرة 
تحت اقدام رقية ليعود ادراجه اليها 
ورباب تلوك بقية من صبر 
وتبحث عن شئ من الستر 
الستر مفتاح التنازلات الكبرى فى عالمنا .. 
التنازل عن كل شئ واى شئ حتى الحق 
مقابل عبارة نمطت هكذا ستر بمترادفات متعددة 
فصلت قياسا شماعة ذات سعة كبيرة جدا تسع كل اخطائنا 
نعم يمكنكم ان تسموها الستر 
فقياسها يسع او شئ من المدارة من لسان الاخرين 
واعينهم المفتوحة لتصتنت الشاردة والواردة
رغم ان ام مصطفى لم تكن تصمت له ففى كثير من الاحيان تلزمه حده فهى تعرف مكامن الضربة التى توجهها بلسانها فينهض مسرعا 
ليغادر


تخريمة 

للاحداث بقية لكن وجب التنبيه 
ان اى تشابه للاسماء اوالاحداث لايعنى ان الرواية حقيقية او ان ابطالها يمشون بيننا ,,, 
فالخيال احيانا يشبه الواقع تماما 
الى اللقاء فى الاجزاء القادمة 


قريبا  

البيوت اسرار الجزء الثالث عشر



  



حكايات جدى رغم غرابتها كانت تكسر تلك الرتابة التى تمضى عليها ايامنا
الى ان ياتى امر جديد يلوح بان هناك شئ من الاحداث المثيرة
وقد حدث ذلك
فى تلك الليلة التى ايقنت فيها سوزان وهى تقابل حسان صباحا بالورطة الحقيقية التى لم تضعها فى حسبانها
حسان الابله كما كان يحلو لصديقاتها ان يرددن كل صباح وهن يتغامزن فيما بينهم وجه لوجه امامها
يرتدى جلابيته المعتادة ويضع طاقية خضراء براسه تخرج الكلمات مندفعة من شفتيه ورزازه يتطاير مندفعا نحو وجه سوزان
التى تراجعت للخلف وهى تعود ادراجها نحو منزلهم
التصقت بجدران المنازل الطينية المتراصة جوار بعضها البعض
وحسان يتبعها ويصفق براحتيه شوزان عروشتى الحلوة
تمنت لحظتها لو ان الارض تنشق لتبتلعها
وعيناها تختلسان النظر للطريق والابواب المصنوعة من الزنك
خلف كل باب كان هناك الف ثقب تتطلع منه النساء للطريق مسحت دموعها المتساقطة
وهى تتمنى ان لا تلمحها احداهن من خلف الابواب
لتكون حديث مجلس القهوة النهارية لاولئك النسوة الاتى ماان يحدث
حدث الا ويتسيد مجالسهن
لعنت فى سرها والدها وظروفها وكل شئ حولها
وتمنت لحظتها لو ان النهر قريب لتخلصت من كل شئ فى هذه الحياة
وكسرت ذلك الحصار الذى تفرضه والدتها وهى تحاول بكل الطرق
ان تتبادل كلمتان معها لكن ربيعة كانت تصمم بشدة ان لسانها لن يخاطب ابنتها
وهى تحاول ان تستعجل اخاها حسين المقيم خارج البلاد بالقدوم
والسرة تقدم كل شئ لشقيقها مصطفى
خاصة وانه جعلها تشعر بالراحة وتطمئن على مستقبل حسان
فهى وحاج الامين كان جل تفكيرهم فى ماذا سيفعل حسان اذا حدث لهم مكروه
انانية جعلتهم لايفكرون فى مصير سوزان
حاج الامين قام بتسديد ديون شقيق زوجته لكنه كان يشعر باليأس
وهو يجرجر حسان خلفه فى المناسبات الاجتماعية
لكن فى اخر مرة حدث ماجعله يقرر انها الاخيرة
حين شاغب شريف حسان قائلا ( بقيت راجل ياحسان
غير متوقعا لرد فعل حسان الذى لم يتوانى للحظة
فى اخراج عضوه الذكرى وهو يتمتم
( انا راجل انت ماعارفنى سوف انا راجل انا راجل)
وبدأ يدور فى الصيوان الممتلئ برجال الحى والطعام
الذى احضروهو من منازلهم ليتشاركونه
ويشاركون اهل العزاء
ورزازه يتطاير فى كل مكان
مما جعل حاج الامين يندى جبينه من الخجل لفعلة ابنه فصاح
وهو ينتهره لكن حسان ماان اكمل دورته فى صيوان العزاء الكبير
الذى كان عبارة عن قطعة قماش كبيرة بيضاء
علقت على زواياها مواسير غليظة من الحديد
حتى ركض بعيدا
ومازال يردد انا راجل شعر حاج الامين بالحرج
فظل صامتا طوال الوقت مهموما فى حال ابنه الوحيد
اما بقية الرجال فقد ظلوا يتضاحكون فالامر عاديا
لهم وتلك المشاغبة لم تكن جديدة فقد اعتادوا الامر
مع حسان كلما صادفهم وهو يدور بسوق المدينة الكبير
كانما هم يتلذذون بفعلته
حتى ان البعض لم يكن يتوانى عن فعلها حين مرور الطالبات
فيشق صوت احدهم سوق المدينة
عاليا مشاغبا حسان فيفعل فعلته ليضجوا بقهقاتهم وهمهماتهم الصاخبة
وسط انكسار الفتيات ومن يعبرن من النساء
اما ربيعة فحين دخلت عليها سوزان عائدة ادراجها للمنزل
تسب وتلعن كل شئ شعرت لحظتها ان الفرصة مواتية لها
فبدات فى توبيخها وزجرها قائلة
( قلت ليك لكن مابتفهمى ولا بتعرفى مصلحتك ابوك راجل انانى ومصلحجى
كل البهمه نفسه والقرش اسمعى نصيحتى سافرى مع حسين خالك وماتضيعى مستقبلك )
لحظتها رات سوزان ان والدها راشد بما فيه الكفاية
ليتدبر امره وكل ما خطر ببالها حسان
ورزازه المتطاير تشعر ان الامر فوق طاقتها
بينها ونفسها قررت ان لاتكون كبش فداء لوالدها
لكن والدتها اخرجتها من افكارها قائلة
( انا يابتى زمان لو ماجدك الله يرحمه
ماكان اتزوجت ابوك عايزة انت تضيعى
عمرك مع الابله انا وخالك يدنا ممدودة ليك )
اتفقت الام وابنتها ان تغادر سوزان مع خالها
بل ان تترك الامر برمته لخالها حسين فهو قادر على مجابهة والدها
اذا استدعى الامر كل مايهم ان تكون هى قوية وتقف لجانبهم
الخروج من سطوة التقاليد كان امرا فى غاية الصعوبة
لكن هاهى ربيعة تكسر ذلك الحاجز وهى تقف لجوار ابنتها
اما سطوة الدين التى كانت متمثلة فى جدى مصطفى هى فقط
ماكان يشغل بال سوزان فمازالت تذكر الجد مصطفى
وهو يدعو لها بالبركة والخير لنها هدية ورضية فرغم مافعله والدها
فهى الفتاة المطيعة الهدية التى لم تتاخر للحظة عن تقديم نفسها كقربان
لكن طالما انها ستطير بعيدا بصحبة خالها
فما من شئ يشغل بالها سوى ان الجميع
سيجعلونها حديث مجالسهم
الى ان ياتى حدث جديد يغير ملامح المدينة المتعبة ونهارات نساءها
تمضى مابين القهوة وثرثرات احاديث الليل
الفواجع فى صباحات الاحياء الطينية المتراصة
تاتى بلا مقدمات تقود بعضها البعض كانما هى غلة الفقراء والمتعبين
والفتيات الصغيرات يحاولن ان ينتشلن انفسهن قسرا منها
فى المدرسة المبنية من الطوب الحجرى الاحمر فجيعة من نوع اخر
كانت تنتظر بعض الامهات
المدرسة الكبيرة المترامية الاطراف كانت رابضة فى احد احياء المدينة الهادئة وبعيدة
تمتد المدرسة مابين الطريق الترابى الطويل
شاقة سوق المدينة الكبيرة الى ان تصل الى نهاية ذلك الحى البعيد
فى بدأية الحى ثانوية للبنين
يتجمع طلابها كل صباح ليلوحوا للحبيبات
وتمتلئ اعينهم بفتيات احلام الليل
حين يزورنهم خلسة مابين الصحو والمنام
كانوا رجالا صغار بااشنابهم الخفيفة وقاماتهم السمراء
التى لفحتها الشمس الحارقة
ومخيلتهم التى بها الف جميلة تتراقص عارية
لكن البوح لاياتى الا فى الخيالات حتى الخيال
اظنهم ياهبونه ويغطون اعينهم
وهم يتعوزون من شيطان احلامهم الصغيرة
حين يخلون مع انفسهم
الحى كان مجمع مدارس بنين و بنات
يفصلونهم فى المنازل والاحياء ليجمعونهم فى الطريق الى المدرسة
والا فماذا باامكانك ان تسمى مدرسة البنات الوحيدة محاطة بمدارس الاولاد
من جميع الاتجاهات اظن انها كانت
المساحة الوحيدة الخالية خاصة ان اسوار المدرسة عالية
جدا كانها ثكنة عسكرية اوهى صممت لتكون سجن سابق بجدرانها العالية لو انها كانت للصبيان لوجدنا العذر باانهم يهربون من ساعات الدراسة
الفصول جوار بعضها البعض
كل صف من المبانى كان عبارة عن ستة حجرات او اكثر مابينهم تلك المعامل التى لم يكن بها سوى مجهر واحد يتبادلونه طالبات العلوم
ذلك الصباح كان عاديا جدا لم يحمل اى ملامح والبنات يتجمعن
فى انتظار بداية اليوم الدراسى
الذى مر بلا شئ يلفت النظر
مابين ثرثراتنا وهمومنا الصغيرة
ونهارنا الذى نقضيه بالتطلع للنوافذ حين يشتد بنا الملل
او النوم حين يغلبنا التعب من النهار الطويل الذى يأبى ان ينتهى
اما المحظوظات جدا فهن الاتى يتمكن من مطالعة كتاب او مجلة
وهن يخفينها داخل كتاب المادة
فى ذلك اليوم فرت مجموعة من الفتيات
وتخلفن عن حضور الصف تحت الاشجار البعيدة
او اختبئن فى امكانهم السرية التى لا يكتشفها
احد واذا حدث ان مر الناظر اوالمشرفين
كنا يلزنا بدورات المياه ليشخبطن الجدران بكلمات الاغانى
او بالسهام والقلوب او كتابة اسماء احبائهم
لم يكن غريبا ان تجد قلبين واسمين يشقهم سهم
او تجد عبارات على شاكلة هلكنى هواك او بريدك ياشقى
لم يكن الامر غريبا فهو عاديا بل على العكس كان يشغلنا
من ذلك الخوف الذى ينتابنا ونحن نضع اقدامنا على عتبات
ذلك المكان نحوقل ونبسمل ونتلفت
عقولنا محشية تماما بذلك الخوف الذى يرافقنا و يمتد طويلا من حكايات الامهات
خوف من الشيطان الذى يسكن دورات المياه واماكن تجمع الاوساخ
خوف من
البعاتى ذلك الذى يموت ويعود لاهل الدار

خوف من الختان ومشرط بخيتة القابلة رغم تزيفه وتجميله
بالحناء والهدايا

خوف من الاب والام والجار
وخوف اخر من تلك الالسنة الممتدة بالتقيم كما شاء خيالها
دائرة خوف واسعة وكبيرة جدا محيطة بنا بشدة
حلقة لايمكن كسرها او الهروب منها الا بشيئين الزواج اوالموت
لهذا لا تستغربوا ان تكسر دائرة الخوف فى هذا المكان
لاتستغربوا ان يتفلتن اولئك الفتيات وهم يخربشن بسرور
حيث المكان الوحيد الذى تجد نفسك حر فيه
وبلا رقيب حيث مكمن السحر فى العبارات التى
تبعث الهدوء فى نفوسنا حين تجد احداهن
كتبت عبارة ماقلت ليك فيسرح الخيال بعيدا فى ماهية القول
هذه هى اوكار الهاربات من سطوة المشرفين والناظر
اوكار الحرية كما تسميها نجوى
حرية كان وقعها
صدمة للجميع
والمشرف عبدالرحيم يضبط نجوى وحلم فى هذا النهار الرتيب
وهن يتبادلن قبلة مطولة
ويعتصرن بعضهن
ولهاثهم المحموم يحيل ان يسمعن وقع خطواته ليجدنه فى راسهن تماما
حينها افاقت حلم وحاولت ان تغطى نصفها
الاعلى وهى تعيد اكمام قميصها المدرسى
لكن استاذ عبدالرحيم اقسم برأس
والديه ان تحمل حلم مشد الثدى فى يديها وتسير امامه
تجرجر خطواتها فى رعب
وخوف وراسها الى الارض
ونجوى خلفها تجادل وتبرر اما استاذ عبدالرحيم
فقد امتقع لونه وهو يرتجف من الغضب
وبين الحين والاخر يرفع نظارتيه على ارنبة انفه
ويقوم بركلها بقدمه او صفعها مشيرا بسباته بعد
ان يفرغ غضبه فى ركلاته المتفرقة على انحاء جسدها ان تصمت

من النوافذ تطلع الجميع لذلك الموكب الكئيب بين مشاعر الحزن والخوف
الحزن على ذلك الكم من الفتيات الائى سيجلسن
فى البيوت امر كهذا كفيل بان يجعل كثيرا
من الاباء ينتزعن بناتهن من المدارس
لحضن ابن العم او الخال او بالعدم
لاقرب عريس قادم من قطارات الغربة
اما الخوف فقد كان من المصيرالقاتم الذى سينتظر حلم ونجوى وعائلتيهم
للحظة تخيلت رقية زوجة عبدالباقى
حبوبتى بت الشريف بت عبدالحفيظ ستجدها
فرصة ملائمة لمعايرة رباب بتربيتها اما ام مصطفى
التى لسانها كسير ماكنة الخياطة السنجر كما تسميه
حبوبتى بت الشريف سيهمد قليلا ونساء الحى
سيقلين بلسانهن
رباب
عبدالباقى لااظنه سيزبحها كما يقسم الاباء اظن انه سيكتفى
بتعليقها على زواية المنزل تماما كما علقت فرحة
فى تلك الليلة حين انبرت وجدان تحكى لوالدتها ..
الخبر كان كفيل بان تسحب والدة وجدان ثوبها لتحذر والدة
فرحة ولمذيد من التخويف لاكت الكلمات فرحة
عايزة تكون ليك مريم الشيوعية
شيوعية تعنى الخروج من
باب المجتمع الاخر تعنى للامهات
مريم اخرى
ستبهرهم بااناقتها وعطرها مريم اخرى
تعرف مالها وماعليها وماتريد مريم تمد لسانها
لكل المجتمع بطبقاته المختلفة
قد تعجب جميع الرجال لكن مامن
رجل سيقبل ان تقطع والدته ثديها حتى لايتزوج بها
ذلك الثدى الذى تهدد به الامهات حين
لا تعجبهم عروس ابنهم وخياراته فتبدأ الاخوات
وبنات الاسرة فى مصمصت شفائفهم
اما كبار السن فيبدون بشجرة العائلة
يبحثون فيها فرع فرع
عن فرخة (1) مختبئة
لا يذهب عقلكم للبعيد وتظنون انها تراهات
عقل فتاة صغيرة فالفرخة لاتطير لكنها قد تختبئى فى احدى البيوتات الكبيرة
فهى حقيقة او يمتلكها احدهم ونحن شهدنا احداهن
جدى مصطفى له صبيتان من جار سيده
وجارسيده هى تلك السيدة التى تجهز لها
حبوبتى بت الشريف ثوب الولادة دون ان تسأل عن من هو والد الصبى
ودون ان تتناولها ام مصطفى بلسانها
ودون ان يسأل او يهتم احد سوى عقولنا الصغيرة ونحن نثرثر بحثا عن والدهم
لو اننى نبشت ذاكرتى جيدا
سيصيبكم الرعب
لن تصدقوا ان هذه الحقائق والاسرار الصغيرة
تعبر هكذا دون ان تجذب اهتمامكم
سينبرئ احدكم وهو يهز سبابته ليحاضرنى
فى اننا سكان المدينة الفاضلة واخر سلالة الانبياء
لكننى اؤمن من ذلك الشريط المسترسل امامى اننا
نعشق التناقضات
والاختباء خلف اسوار المدينة الفاضلة
لهذا لن يكون غريبا
ان
تفهم الامهات

ان فرحة ستقصر ثوبها وتحلق شعرها
كمريم مريم العانس كما كن يطلقن عليها

فى مجالسهم مامن رجل استطاع
ان يلجمها لحظتها بغباء سالت حبوبتى بت الشريف عن معنى اللجام
الاجابة لازلت احملها كدمة زرقاء اخفيها من رفيقاتى واسترسل فى كيف سقطت وانا ( 2) انط الحبل
مريم عضو الاتحاد الاشتراكى مريم المحامية كانت تحمل حقيبة يدها واناقتها وعطرها يجلبان لها اللعنة
تماما كاللعنة التى ستحل على نجوى وحلم
فى مكتب الناظر لتتبعهم للبيوت..
بنهاية اليوم الدراسى تجمعت الفتيات
من كل الفصول والاصوات تهمس
الجميع يريد ان يسمع بالتفصيل ماحدث
وانبرين يوصفن ويقلدن الحدث
حركات الايدى تتابع ..
الوجوه تتغير وفقا للحكاية لكن اغرب مالفت انتباهى
ان كل واحدة تضيف للحكاية
شخوص واحداث وحبكة حتى تصل البيوت رواية كاملة
وحدث ماكان انتقل الهمس
للبيوت وجدران الطين والطوب
لكن الشئ الوحيد الذى
لم ينتقل حلم منذ ان غادرت الفتيات المدرسة
وتخلفت بمكتب المدير لتحمل رسالة لولى امرها لم تعد هى ولا الرسالة
اما نجوى فلم تعد لمقاعد الدراسة لا هى ولا حتى ولى امرها
والدة نجوى اعتبرت الاشاعات المقرضة تستهدف
ابنتها فهربت بها لتقيم مع خالتها بمدينة الخرطوم
تلك المدينة الكبيرة فلا احد سيهتم
من اين اتت نجوى او يسأل ماذا فعلت على الاقل الى ان تجد الستر
الستر الذى تستفتح به حبوبتى بت الشريف
صباحها وهى تضع البخور والملح
فى وعاء كبير لتدور وهى ترش عتبات المنزل من كل الجهات
وتتمتم بالدعاء لجلب الرزق والستر ودرء العين .

رواية البيوت اسرار الجزء الثانى عشر

  



امام جلال الموت نقف حائرين ................ يخطفنا سريعا دون ان نتسامح ....................... فى كل حين كنت اسأل فرحة ....................... هل تسامح ارواح الميتين بضحكة سخيفة استفزتنى نجوى وهى تتلاعب باطراف شعرى ..................... لو قصدك المرحومة لما يسامحوها الاول على الانتحار .................
مطت فرحة شفتيها وهى تردد الانتحار وسيلة سفر كما القطار او الطائرة .......... الم تسمعى قول الشاعر الانجليزى قبل ان تكمل عبارتها تلفتت نجوى ومن ثم انسحبت بعيدا .


قلبت تلك العبارة التى رددتها فرحة لنجوى كثيرا و مرارا ....... 
ودار جدل عقيم بينى وفرحة حول ميتافيزيقا الموت وماتثيره من تناقضات وعجائب ............... 
تلك العجائب التى كثيرا ماكان يثيرها جدى مصطفى بتلك الحكايات التى يرويها وعيونه تدمع بصدق واهدابه عالقة فى فراغ بعيد ........ 
قائلا !!! 
فى تللك الليلة كنت مرميا على ارض الزنزانة الحجرية ......... 
اثر معركة دامية ........ وشباب الحى ........... 
ومن ثم يسرح للبعيد ............ 
يتنحنح قليلا ثم يواصل ............ 
السرة كانت اكثر فتيات الحى جمالا ......... 
يشهد الجميع ويتشهد من وقع عينيها ...... 
فى نهار قائظ صرخت السرة وهى تحاول ان تتمتم فى اشارة مرتعبة للحائط الفاصل بين منزلهم ومنزل حاج البخيت ............ 
اندفع على اثرها حمد شقيقها قافزا الجدار بتجاه الراس الذى اختفى اثر الصرخة التى شقت البيوت الطينية منتصف النهار ......
تدافع الشباب وابناء عمومة السرة بالعصى والسكاكين وتحول منزل حاج البخيت لساحة معركة حقيقية بالسلاح الابيض لم يستطع حاج البخيت وشقيقه عبدالرحيم ايقاف الشباب المندفع بحماسة للدفاع عن عرضهم من تلك النظرة المتسللة ........ 
حتى الصول خميس لم تجدى رصاصاته الخمس التى اطلقها فى الهواء للحد من القتال الدائر ........... 
الوحيد الذى كان لديه المقدرة هو والدى بصرخة واحدة وهو يجرجر ثوبه بالارض ........... 
توقف الشباب الثائر كل فى مكانه ونقل الجرحى للاسبتالية الكبيرة ورفع جثمان الضواى وسعيد وفتح الله ابن حاج البخيت وشقيقه عبدالرحيم واقتادوا الجميع لمركز البوليس فى التحقيق صمم الصول خميس اننى من اخترق امعاء فتح العليم بسكينى ......... 
رغم اننى حلفت بااغلظ الايمان لكنه كان يقسم انه رانى بام عينيه ...............
والقى بى فى الزنزانة مع جمع الشباب ..... 
فى تلك الليلة تساقطت دموعى بغزارة ... ورفعت راسى وجه السماء ............ 
مناديا ........... ياحلال المعقودة وجالب الغائبة ........... 
الصول خميس .... بهتنى فى صمة خشمى ...
ياحلال المعقودة وجلاب الغائبة .......
يا القادر والشيخ عبدالقادر ونمت وانا اشعر براحة شديدة ............... ورايته ........ رايته فى تلك الليلة يسالنى ........ شيخ مصطفى بتدور الرصاصة هنا مشيرا الى راسه ...... فااصرخ ومن ثم يشير الى قلبه .............. استيقظت وانا اتصبب عرقا وانتفض كمن اصابته الحمى .............. ثلاثة ايام وانا اهذى وتشتعل نيران الحمى بجسدى بعد اسبوع اٌطلق سراحنا وجاء الخبر الصول خميس قتل برصاصة فى القلب على ايدى الهمباتة ورغم ذلك اخذنا احكامنا مابين عامين وثلاثة اشهر وانتهى الامر بالصلح بين العائلتين ................ 
ومن يومها ولم ارفع راسى من سجادة الصلاة ...........
كانت حكاية جدى مصطفى من عجائب الاشياء وقد رواها لكل شباب الزنزانة ومازالوا يتدولونها .............
كيف يزورك ميت يحدثك وتحدثه ........... 
وكيف يموت شخص بحلم او خاطرة ............ 
او رؤية مسبقة ........ 
عجائب الموت ............
غرائب الاحلام وشئ ظللنا نحاول انا وفرحة ان نجده فى بطون الكتب وحكايات جدى المبتورة وهو يتركنا عالقين ليتوه فى ملكوت الكون ...
Powered By Blogger