Saturday 16 November 2013

نوافذ الفراغ الجزء التانى

ليلتها تساءلت عن من يكون هذا الغريب الذى خرج على غفلة من تلك الحاوية
لم اشاء ان اكشف سرى الصغير 
او ان يضحك احدهم حين اقسم ان غرفة النفايات كانت مغلقة واننى فقط من ادرت القفل بعد وضع المفتاح
ذاكرتى ذهبت بعيدا وهى تحلل الحدث الغريب
وللحظة صرت اطمئن نفسى واهدهدها
ان الامر مجرد حلم صغير
اتى شاردعلى غفلة
او اننى مازلت فى فراشى الدافئ
لكننى اعلم جيدا ان تلك الايماءة
كانت تحية منتصف الليل
واننى فقط من صحيت بدافع خفئ لافتح غرفة
النفايات
وليخرج هو متسللا
لذلك البار
الذى كنت اعرف صاحبه العربى جيدا
واذكر ذلك الحادث
الذى راح ضحيته
ذلك العامل فواز
فواز قتل ليلتها
على يد مختل بطلق نارى
مختل هكذا يسمون كل من ياتى 
بفعل يخالف فطرة الانسان المجبول على المحبة
اظنهم لم يعرفون بعد
ان هذا الكائن توحش او انه ولدا
وحشيا بالفطرة
مابالى اثرثر كثيرا هذه الليلة هكذا ابتدرت نفسى بالحديث
وانا احاول ان اشغلها باى شئ وفكرة واحدة تدور براسى
لمن ابوح بهذا السر
حسنا هكذا رددتها سااخبر صبيحة صديقتى
وجارتى 
لا لم احسم الامر بعد
فصبيحة ستثرثر كثيرا
كثيرا جدا ستنتفخ اوداجها امامى وتسترسل من خرافة لاخرى وستجعل رزاز لعابها يتطاير حول الطاولة
ببساطة ستحول الامر
لاشباح 
وعالم غير مرئى لست بحاجته الان
كاترين هى الاخر ستسخر منى كثيرا
اعرفها جيدا
ستندفع عباراتها بهدوء اه عزيزتى
اظنك مررتى باليلة سيئة
ومن ثم تنصحنى بالشاى الاخضر اعرفها جيدا كاترين
هذا ان لم تحاول
ان تثنينى عن العودة فى الصباح لغرفة النفايات
هل سااعود
وتلك القشعريرة ظللت تلازمنى لساعات
مازلت كلما استرجعت الحادثة اشعر كان فروا
صغير نبت بجسدى
حسنا
سااحاول ان اهدأ
قليلا
ان اجمع نفسى جيدا
ومن ثم فى الصباح
ارى مايمكننى فعله
فى الصباح
هكذا اطمئن نفسى كلما كررت عبارة الصباح
اشعر كان االصباح
سينتزعنى من هذه الليلة
التى اربكتها بفعلتى الحمقاء




Thursday 14 November 2013

وجهان وذاكرة

هل يكفى عام لتصنع المعجزة
هل يكفى لتجمع كل ذلك الحطام والركام
هل نغير بهذا العام خارطة الاشياء
والموت والحياة
ونحن لم نفرد تلك المساحة من قبل
قبل ان تولد الحكاية فى ذلك الفم المبتور والاطراف العاجزة
حين كنا ننتشئ بتلك العبارة وذلك الحب العنيف يحيطنا بصخب الكلمات ويتبعنا الفرح
لم نكن ندرى انها الصحوة التى تسبق الموت لكلينا
صحوة الاشياء والمشاعر
وبالذاكرة يديك الممتدة بلهفة
وتلك العبارة التى يركض خلفها كل العالم ليغسل احزانه العالقة
هى نفس العبارة التى تركنك دائرة الخوف والوحدة
اتنكر انك كنت وحيد بتلك الليالى الشتوية
طفلا بائسا مشردا على عتبات بيوت الفرح يتسول الشوق
وحيدا تركته امه لتتبع عزاء الكون الكبير
وحيدا تماما كنت
وعارية انا كصفصافة تقف فى وجه الريح
طارت روحينا
الى الافق البعيد
منذ الليلة الاولى خلعنا وجوهنا على تلك الطاولة
وعلى ذلك المقعد الخشبى التحمت روحينا
كشفنا عوراتنا و جراحنا
بكينا فى فوق اكتاف بعضنا
فى تلك الليلة نزعت كل جراحى
والله شاهدا بتواقيعه علينا
كان حاضرا يرنو الينا
هاانت تسالنى عن تلك اللعنة
التى تتبعك
عن يد الله التى تهز ضميرك
وتسرق النوم عن جفنيك
لست ادرى ياصديقى
لست ادرى
سوى ان هذا العالم يكشف عوراته
واحدة تلو الاخرى
لاتسالنى عن وعد
نام غافيا بين جنبيك
فانا اعلم ان ادم وعد الله ان لايقرب الشجرة المحرمة ولم يفى
لا تسالنى عن الغضب والحزن والخوف على وطن بعيد
عفوا ابى ..
كم كنا نفرح بتلك العبارة ونضحك كلما خرجت على غفلة
قبل ان ترتدى وجهك الاخر
نعم وجهك الذى لم يعد ملائكيا كذى قبل
وجهك الذى خلعته على الطاولة يوم عصف بك حنينا غريب لوجه امك
حمدت الله ليلتها انك لم ترتدى وجهى واننى لم اضع وجهك الاخر
ذلك الوجه الذى حدثتنى عنه جدتى ذات صباح غارق فى المطر وهى تضع ابريق القهوة على النار وانا اختبئ بين ثنايا جسدها المعتق بروائح الكبار
جدى ايضا كان يحمل وجهان
وجه للنهار واخر لليل
كان وجه النهار مخيفا جدا
كنا نهابه ونختفئ بعيدا حين تطرق عصاه البوابة الحديدية
وحدى لم اهابه
ولم اهرب ولم اختبئ نظراتى كانت تتحداه
تخترقه تماما تشل مقدرته وشيطانه المفزع الذى يجعل الجميع يهربون من امامه
ذلك الذى كان يرعب به الاخرين
فيبسط يديه ضاحكا ليحملنى
نعم تلك النظرة لم تنكسر رغم مر السنوات
نفسها التى ترعبك اليوم
والتى كثير ماكانت تطلق عليها جدتى سحر ولد الولد
الان باى سحر يمكنك ان تسميها
حين اخذك من حكاية الى اخرى
من عالم الى اخر من جنون الى مصحة الكون الكبيرة
مابالك تصمت وتغرق بصمتك
حين
اخبرك اننى اراك
تحمل الهاتف
اراك جيدا حين ترتدى وجه المتصوف
وتنزع وجه العاشق
او حين تطيش الشهوة بسهام عقلك
حين كذباتك الصغيرة
وابتسامتك الماجنة
حين يتعرى الطفل فيك ويرتجف بردا وخوف
وحين تغيب بين صلواتك وتراتيلك
لتغسل احزانك

حين يغطينا الليل بثوبه الاسود
فتهرب بصمتك
تهرب بعيدا الى تلك الطاولة
حيث وضعنا وجوهنا
تنبش بشدة تبحث عن وجهك
واثرثر بشدة الى جانبك
وسؤالى عالقا بين الجدران
عن اى وجه
تبحث ياصديقى


 حقوق الصورة   وجميع  الصور   للقوقل 

نوافذ الفراغ 1

حتى الان تاكلنى الحيرة واتلفت بين الحين والاخر نحو مكب النفايات اقلب سلسلة مفاتيحى وادور حول المكان غير مصدقة
بينى ونفسى تدور الكثير من التساؤلات ماالذى دفع بى من فراشى الدافئ وتشرين يبدأ فى مد بساطه الابيض من الثلوج بالحارج
ماالذى دفعنى نحو النافذة او الذى جعلنى اعبر الدرج المكون من درجتين نحو الخارج وانا احمل كيس النفايات منتصف هذه الليلة
حين وضعت القفل بالباب وادرت المفتاح لم يكن بحسبانى ان يرفع غطاء الحاوية المدولبة ليلقى على التحية باايماءة خفيفة من راسه وينسل خارجا منها باابتسامة رقيقة وهو ينفض ياقة قميصه بهدوء تام وعيونى تدور فى محجريهم ويدى ترتعش لاادرى ان كان من وقع الصدمة ام من عيونه الخضراء كعشبة ناعمة كل مااعلمه اننى تبعته بدهشة وانا اتلفت حولى الى ان اختفى داخل ذلك الملهى الليلى والف سؤال يدور براسى من اين اتى وكيف اختفى بهذه السرعة ؟ 




مشروع معصية

هى تلك المخيلة التى ترتكب اثم وخطيئة الحرف
فتحلق فى عالم الخيال تحادث شخصيات الحكاية 
تربكهم تصورهم وتجعلهم عرائس فى مسرح الحياة الكبير
الم اقل لكم ان الكتابة مشروع معصية 

فجيعة

منذ فجيعة الام الاولى لهابيل
وقابيل على مسرح الانسانية الاخرس .. ونحن نتودد لذات
الكون لوقف انهار الدم

Wednesday 13 November 2013

ميلاد من رحم العتمة

الاسود  ظل  الالوان  والاحداث   والاشياء  
رغم  تلخيصه   فى  ذهن  الكثيرين  بالحزن  
  لكنه  لون  قراءات  الوجه  الاخر  للحياة  
   والوجود  والميلاد   الخارج  من  رحم  
      العتمة  

البيوت اسرار الجزء السادس عشر

   


  ربيعة هى الاخرى كانت مهمومة
وشقيقها حسين يتخلف فى الحضور 
كلما ماحدد موعد اعقبه اعتذار
وكلما اتصلت به 
تعلل انه غارق الى اذنيه فى العمل 
فرب العمل لايخطو خطوة دون استشارته 
ولا يفعل شئ دون رضاءه
تلك الكلمات كان يلوكها 
فى اجازته السابقة 
وبين الحين والاخر ينتفخ مزهوا
وهو يردد الى زوجة اخيه ويش يبى 
الصبى
مستلفا عبارات تشعره بالخيلاء 
وهو يضع ساقا فوق ساق
يرتدى جلدة اخرى فقد ترك جلدته الاصلية 
والتحف غيرها حتى انه لم يشاء ان يعكس 
شئ من لغته حيث ذهب فبقيت مجهولة 
استبدلها بلغة اخرى سريعا وجلبها معه الى الديار متباهيا بها
و مصطفى يحاول ان يستغل الوضع لصالحه 
وهو يشرع فى تحديد 
موعد زواج سوزان التى كلما فاتحها بالامر 
تعللت بشرط حضور خالها الذى لم تتوقع ان 
يكون موقفه كوالدها تماما
حين تفاجأت ربيعة ان حسين 
لم يكن الا نسخة مكررة من والدها المرحوم 
وان تلك الوعود لم تكن سوى مخدر موضعى لمشاكلهم 
صدمتها اللهجة التى تحدث بها
فى اخر اتصال
وهويعتذر عن عدم حضوره فااضطرت مجبرة 
ان تطلب تدخله ليخلص سوزان من تورطها فى الارتباط بحسان
لكنه بدأ يذكرها بالناس وكلمة مصطفى التى اعطاها لوالد حسان 
والسترة والفضيحة 
فرددت بقلة حيلة 
ابدا ماكان موقفك من الاول ولا كلامك
اغلقت الهاتف والارض تدور بها
بكت ليلتها من الغضب والحزن وسوزان
تضيع من بين يديها مأساتها ستتكرر 
اعيتها الحيلة فى ماتفعله من اجل ابنتها
التى عقدت امالها عليها 
احتضنت سوزان وهى تنوح
وتهديدات مصطفى ترن فى اذنيها
فى اخر زيارة وهو يضعها امام خيارين 
اما ان تخرج سوزان من منزلها عروس او تجمع اغراضها لتسكن معه
ربيعة تعلم ان مصطفى مفضوح ولن يتوانى للحظة فى جرجرتها امام القضاء الذى سيقف الى جانبه 
وجدى مصطفى منذ وفاة زهرة لاحيلة له ولاقوة 
لم يعد كسابق عهده حتى هيبته وسطوته 
لم يعد لها وجودا ملحوظ 
فقد تناوشته الامراض وبدأ الكبر يرسم ملامحه الجديدة 
سوزان استسلمت لمصيرها بهدوء 
تركت مقاعد الدراسة من تلقاء نفسها 
وانزوت عن مقابلتنا 
فكلما مررنا بها ياتينا صوت ربيعة 
انها نائمة او فى زيارة عمتها 
حتى تم عقد زواجها من
حسان وسط العائلتين فقط 
وهو شرطها الوحيد الذى ترجت والدها ان ينفذه
لها 
فرحة كانت تصرخ بغضب 
وهى تصف عقد الزواج بالباطل حتى خنقتها العبرة 
لتبكى فى صمت


صمت لايمثاله سوى صمتها فى تلك الليلة التى زارتنى فيها

والتى انتظرت طويلا لتكسر حاجز صمتها
كسرته اليوم بصورة مباغتة 

وهى تنزع الدبلة من اصبعها وتضعها على الطاولة 
مدت يديها وهى ترتجف من الغضب
وامامى شريط كامل من الذكريات الدامية
زهرة حلم نجوى سوزان مريم مرام
ازهار صغيرة سحقتها اقدام قوية وقاسية

لم تشفع لهم قلة حيلتهم
اوصغر سنهم 
عادت بى ذاكرتى للوراء 
وجوه ضاحكة واحلام وامنيات بلا حدود
ويدى تمتد لتقبض يد فرحة 
بشدة اصابعنا تمسك بعضها بقوة
وهى تكرر فلنقسم
نعم فلنقسم اننا لن نتبع القطيع

لن نجعل شئ يقف فى
طريقنا
اى شئ
مهما كان
ومهما يحدث
سنبقى كما
نشاء او كما
نريد
كمريم الاخرى
هل تذكرون 
مريم الاخرى
وانفجرت فرحة
ضاحكة
وهى تفرد اصبعيها
عاليا
مريم 
ومريم الاخرى .

التسجيل الدولى
isbn978-952-932842-0

Tuesday 12 November 2013

مسرح احداثى

الليل مسرح احداثى الصغير
كلما اقمت على عتباته 
عكفت على تأمل شخوص 
نهارى البائس

قراءتى الاخيرة

 

وجهك لوح قراءتى الاخير
عبث الاشياء العتيقة حين 
تداعب ذاكرتى
انثى تنشد تراتيل الليل
حين يمضى غافلا 
يبتغى الصلاة 
قبلة انفاسك
Powered By Blogger