Wednesday 13 November 2013

البيوت اسرار الجزء السادس عشر

   


  ربيعة هى الاخرى كانت مهمومة
وشقيقها حسين يتخلف فى الحضور 
كلما ماحدد موعد اعقبه اعتذار
وكلما اتصلت به 
تعلل انه غارق الى اذنيه فى العمل 
فرب العمل لايخطو خطوة دون استشارته 
ولا يفعل شئ دون رضاءه
تلك الكلمات كان يلوكها 
فى اجازته السابقة 
وبين الحين والاخر ينتفخ مزهوا
وهو يردد الى زوجة اخيه ويش يبى 
الصبى
مستلفا عبارات تشعره بالخيلاء 
وهو يضع ساقا فوق ساق
يرتدى جلدة اخرى فقد ترك جلدته الاصلية 
والتحف غيرها حتى انه لم يشاء ان يعكس 
شئ من لغته حيث ذهب فبقيت مجهولة 
استبدلها بلغة اخرى سريعا وجلبها معه الى الديار متباهيا بها
و مصطفى يحاول ان يستغل الوضع لصالحه 
وهو يشرع فى تحديد 
موعد زواج سوزان التى كلما فاتحها بالامر 
تعللت بشرط حضور خالها الذى لم تتوقع ان 
يكون موقفه كوالدها تماما
حين تفاجأت ربيعة ان حسين 
لم يكن الا نسخة مكررة من والدها المرحوم 
وان تلك الوعود لم تكن سوى مخدر موضعى لمشاكلهم 
صدمتها اللهجة التى تحدث بها
فى اخر اتصال
وهويعتذر عن عدم حضوره فااضطرت مجبرة 
ان تطلب تدخله ليخلص سوزان من تورطها فى الارتباط بحسان
لكنه بدأ يذكرها بالناس وكلمة مصطفى التى اعطاها لوالد حسان 
والسترة والفضيحة 
فرددت بقلة حيلة 
ابدا ماكان موقفك من الاول ولا كلامك
اغلقت الهاتف والارض تدور بها
بكت ليلتها من الغضب والحزن وسوزان
تضيع من بين يديها مأساتها ستتكرر 
اعيتها الحيلة فى ماتفعله من اجل ابنتها
التى عقدت امالها عليها 
احتضنت سوزان وهى تنوح
وتهديدات مصطفى ترن فى اذنيها
فى اخر زيارة وهو يضعها امام خيارين 
اما ان تخرج سوزان من منزلها عروس او تجمع اغراضها لتسكن معه
ربيعة تعلم ان مصطفى مفضوح ولن يتوانى للحظة فى جرجرتها امام القضاء الذى سيقف الى جانبه 
وجدى مصطفى منذ وفاة زهرة لاحيلة له ولاقوة 
لم يعد كسابق عهده حتى هيبته وسطوته 
لم يعد لها وجودا ملحوظ 
فقد تناوشته الامراض وبدأ الكبر يرسم ملامحه الجديدة 
سوزان استسلمت لمصيرها بهدوء 
تركت مقاعد الدراسة من تلقاء نفسها 
وانزوت عن مقابلتنا 
فكلما مررنا بها ياتينا صوت ربيعة 
انها نائمة او فى زيارة عمتها 
حتى تم عقد زواجها من
حسان وسط العائلتين فقط 
وهو شرطها الوحيد الذى ترجت والدها ان ينفذه
لها 
فرحة كانت تصرخ بغضب 
وهى تصف عقد الزواج بالباطل حتى خنقتها العبرة 
لتبكى فى صمت


صمت لايمثاله سوى صمتها فى تلك الليلة التى زارتنى فيها

والتى انتظرت طويلا لتكسر حاجز صمتها
كسرته اليوم بصورة مباغتة 

وهى تنزع الدبلة من اصبعها وتضعها على الطاولة 
مدت يديها وهى ترتجف من الغضب
وامامى شريط كامل من الذكريات الدامية
زهرة حلم نجوى سوزان مريم مرام
ازهار صغيرة سحقتها اقدام قوية وقاسية

لم تشفع لهم قلة حيلتهم
اوصغر سنهم 
عادت بى ذاكرتى للوراء 
وجوه ضاحكة واحلام وامنيات بلا حدود
ويدى تمتد لتقبض يد فرحة 
بشدة اصابعنا تمسك بعضها بقوة
وهى تكرر فلنقسم
نعم فلنقسم اننا لن نتبع القطيع

لن نجعل شئ يقف فى
طريقنا
اى شئ
مهما كان
ومهما يحدث
سنبقى كما
نشاء او كما
نريد
كمريم الاخرى
هل تذكرون 
مريم الاخرى
وانفجرت فرحة
ضاحكة
وهى تفرد اصبعيها
عاليا
مريم 
ومريم الاخرى .

التسجيل الدولى
isbn978-952-932842-0

No comments:

Post a Comment

Powered By Blogger