اشعر بفراغ كبير ............. كان داخلى اجوف تماما ...... كل شئ حولى يعبث بافكارى ........... تتلاطم عواطفى ............... الريح تعصف بقوة ........ ترهقنى المقاومة ........ استسلم بهدوء ......... بهدوء شديد .......... واقصى امنياتى حجر صخرى اسند راسى عليه ويحتوينى
هذا الصباح تقتلنى الاشواق لوطنى الحزين ................ لصبح يبدأ شروقه من تلة الجبل العتيق .................... لوجه امى ........................... الله ياامى .................. الحزن مقامات ................. الم يعلمونا يوما ............. ان نصرخ بمل افواهنا ............ نحن نكره ............ نحزن ............. نغضب ....................... لكن ان نحب فهى لعنة السماء والارض.................. ملعونة انا بين كل العاشقين .......... وكل مااعشق ...... طيفه الحزين .................. نبوءة امى بوجه الصباح ............ ووطن يبكى كانشودة المطر .............
كم نحتاج من السنوات الضوئية لنصل لقناعة بان اى كائن حر ,,,, فى فكره وفى ايمانه وفى دينه وفى قناعته بشرط ان يكون محكوم بعقله وحقه كامل فى الكتابة والتفكير وممارسة حرياته كاملة دون مقص الرقيب او حكم الاغلبية .
ود الربيع مات وشبع موت ياالسرة ....... صرخت حليمة بت المهدى ... وهى فوق الحائط المتهالك تسند حافة كوعها على اطراف الحائط القصير ......... وهى معلقة فوق الطاولة الصغيرة ........تماما كما فعلت السرة ........... ساعة مضت منذ ان بدأنا يتبادلنا احاديث الصباح ...... ودبادى يقهقه ضاحكا وهو يسستعد للخروج ....... مرددا : اندلى ياولية ماتكسرى ليك مخروقة اصبحنا واصبح الملك لله ......... اظهرت السرة نابها الذهبى وهى ترمق الحاج بادى بنصف ابتسامة وهى تشيعه بنظراتها الى باب المنزل الخارجى
بسم الله ياالشيخ العركى ............. جفلت بت جاد وهى تردد : كل صباح مدخلة فينى خلعة ياعشة ...... وناطة فى خلقتى .......... عشة كانت تدور حول بت جاد وهى تربط الثوب فى وسطها وتضع يديها فوق بعضهم البعض فوق راسها ......... وهى تنطط وتنخفض ثم ترتفع وهى تبكى وتولول ......... استغفرت بت جاد بعد البسملة ............ وهى تتمتم بصوت منخفض : احى يابت امى على شبابك .....كان ماالدنيا بت لزينة وغدارة ماكان دا حالك ياعشة ........... عشة دائما ماتذكرنى بمسرحية عنبر المجنونات ...... تلك المسرحية التى تجولت على كل مسارح الاقاليم ..... وكن جميع بطلاتها نساء ........ عدا المخرج مسرحية تتكرر كل يوم على مسارح الحياة هؤلاء المرهفات ......... جلسن على رصيف الحياة بفعل فاعل ..... شهريار ............ شهريار العادات والجهل ...... والتقاليد ....... تقاليد مجتمع الحب .......... مجتمع الزواج ......... مجتمع القرابين ......... كتلك التى كانت تقدم فى مجتمع البيرو التاريخى القديم ........... شرط القربان ... ان يكون مستضعفا ......... هشاً ........... عاجزا ........ اى ان الخيار لم يكن يخرج عن كونه طفلة قاصر ....... قد لا تحتاجها القبيلة لحمايتها ........... او عند دق طبول الحرب ............ تماما كالمجتمع العربى القبلى ........ الذى كان يدفنها حية ............ هى اذن قسوة الجهل التى جعلت عشة تركض طوال الليل فى الطرقات .......... يقولون انها قدمت من مدينة اخرى ........ وتقول دفع بى اخى ... خارج المدينة ........ لننى مجنونة ........ حمدت الله كثيرا ان فك قيدى ........... فركضت اسابق الريح ....... وجدت دم السلخانة يكسب جسدى حرارة تدفئنى فى الشتاء القارس... من الصعب ان تقف وعشة وجه لوجه .......... فحتما سيغمى عليك من رائحة الدماء الطازجة التى تمسح بها جسدها وشعرها كل صباح .... وتلك التى جفت طبقات على جسدها ....... لكن رغم ذلك اعتادها اهل المدينة بسوقها الكبير ........... فصارت معلم من معالم السوق ....... تجلس جوار بت خميس لتناول وجبة غداءها االيومية دون ان يتأفف احد ....... يكفى فقط ان يضعن الثوب على انوفهن حتى لاتزكم الرائحة التى لا يحتملها بشر......... فيحتملنها رحمة ومحبة وصدقا لمقولة قديمة .... الجنس للجنس رحمة والدم لدم رحمة ... فكانت دماء حواء المرأة وجنس النساء دافع ليبذلنا مايستطعن لحمايتها ..... الى ان تنتابها نوبة الركض ....... فتقذف صحن الطعام وتبدأ بالصريخ والعويل وهى تضع يديها فوق راسها وتصرخ بصوت عالى : الراجل عرس ...... ود الكلب ابوربيع .. دخل المرأة فينى وانا فى حبل الغسيل بنشر هدومه ...... بكنس بيته .... بطبخ اكله ............ ودالكلب وتظل تركض وتدور حول نفسها طوال اليوم تلطم وتصرخ .... لكن فقط لم تكن تنام او يغمض جفنها ثانية .............. ماان تعود لوعيها حتى تجدها اعقل مجانين السوق ومااكثرهم ........... الى ان صرخت بت رجب يوما : سجم خشمى ياالسرة عشة حامل ......... عشة منو يابت رجب .... عشة المجنوونة ........كر علينا ورماد خشمنا .......... من مغايص الدنيا ........... لا لا يابت رجب الجاب الخبر غبيان ......... عشة ام مسوحن دم ....... عشة معزورة ياالسرة والحصل لا بالمراد ولا اليد ..... دحين كلثوم كلمت حريم السوق فى شأن المسكينة تدخل للمصحة .... كر كر ........... باقيلك بنقدر يابت امى مع مجابدة المعايش والحال الواقف ...... اى بالحيل المابقدرنا شنو يابت امى ....... انحنا كتار بفضل الله ............. شلن ........ ريال كل واحدة وقدرته .... تدخلت حليمة : الغبا العليكم شنو ؟؟؟؟؟ عشة ماطول عمره بتنبح مثل الكلب السعران مواصلة الليل بالنهار .......... هى كان اهله ذاتم طلعوها من البلد ومااتحملوها بنحملا نحن ديل المساكين ........... لقمة خشمنا ماقادرين عليها .............. قاطعتها السرة : اها خلاص قامت حليمة الشنافة .... انت يابت امى شيتن ماسك رزقك غير ايدك الناشفة ولسانك الطويل دا مافى ........ التفتت اليهم بت رجب : الرسول كان تكشفن حالنا وسط السوق ... انطمن ..... ماصدقتوا اتنفشتن متل الديكة ........ وضاع صوتها وسط ضجيج الباعة واصوات الشحادين ........... لله يامحسنين لله التى ترتفع بها حنجرة العم سراج .......... وبين جاره المتقرفص على الارض عباس وهو يردد بصوت بديع ورائع : الله فرجوا قريب ياحامدة الله فرجوا قريب ياحامدة حامدة الابنة باهرة الجمال ........ التى رحلت بصحبة زوجها الى احدى دول النفط تاركة العم عباس دون معين ... فكان لابد له من الجلوس على قارعة الطريق يرتجى رحمة المارة وعناية النسوة بلقمة الخبز او جرعة ماء فى هجير الشمس والصيف الحارق ........... عطفا ورحمة بسنه الكبير ............
هكذا ديسمبر ........ نيسان .............. حزيران ...................... شهور الرحيل ................. ترحل وتصحب الراحلين ...... مليئة بالشجون ............ والحنين ............ .......................... هيمنجواى ............... عبدالرحيم ابوذكرى ........... عندما يروادك الموت نفسك بقصيدة ............ كلما سمعتها ........ ينتصب شبح ابوذكرى بناظرى................. واضعا القلم باخر قصيدة فى ديوانه ........ قصيدة ليست ذكرى للموت.................. بقدر ماهى حفيف الملائكة................ وصوت الرحيل خفيفا .......... كما اتيت للكون ............ بلا متاع .......... ولا اثقال الذنوب ................... قصيدة ......... تحس فيها دموع المودعين ............ بابيات تنعى نفسها............................... وتفتح ................ باب الليل على مصرعيه للرحيل ............ ُترى اى وجه حمله بمشواره الاخير؟....................... واى صوت رافقه؟ .............................. وكم من حنين....... وهواجس...... صاحبته الى عالم.................. كان محض اختيار................ رحيل كان اخر مافيه ........ ديوان الرحيل ................ لماذا ياامى يرحلون طوعا ............. باارادة كاملة ................ بوعى كامل .............................. لماذا ؟ .................. .................... مايكوفسكى................. هل هوالقرار ام الحصار.... حصار النفس والروح ............ كما كتب ابوذكرى ............. ...... ام انه.. ......... الرحيل ............. حين قال : وهنا نموت على الرصيف بلا صديق ..... من غير دار .... من فير نار ..... غير المساء .... والبرد والعطش الغزير ..... غير الحصار ......... او حين وضع القلم مودعا .............................. بقصيدة الختام ............................. ..................... انتظرني فانا ارحل............... في الليل وحيد.......... موغلا منفردا ....... في الدهاليز القصيات انتظرني ............ في العتامير ............. وفي البحر انتظرني ........... انتظرني في حفيف الاجنحه.............. وسماوات الطيور النازحه .............. حين تنهد المزارات ....... وتسود سماء البارحه ............ انتظرني.............. انتظرني.............. ومابين
انتظار ابوذكرى ورحيل قوائم الرحيل ...لاروشال و منترلان و "
غاري ..... بولنتزاس ميشيما ... ماياكونسكي و يسينين............ عبد
الباسط الصوفي و خليل حاوي ... حين كتب الرحيلُ قصيدة وداع ولو
بعد حين .. متعب أنت وحضن الماء.. مرج دائم الخضرة ، نيسان .. أراجيح تغني ، وسرير .. مخملي اللين ، شفاف حرير .. وبنات الماء مازلن.. على الدهر صبايا.. ربما كان لديهن .. قوارير من البلسم .. أعشاب ، تعازيم عجيبة .. تمسح التحفير عن وجهك.. تسقيه غوى سمرته الأولى المهيبة، لون لبنان وطيبة ". متعب ، دوامة عمياء .. هذا اللولب الملتف حولي .. ذلك التيار دوني والدوار.. متعب .. ماء .. سرير وتلمست حديد الجسر كان الجسر ينحل ويهوي صور تهوي واهوي معها أهوي لقاع لاقرار .
هذه المدينة تغرقنى بعشقها حد الثمالة ............ تتوه خطواتى فى مدن ضبابية الرؤية ............ غارقة فى الجمود والكابة ........... نتسول الاشواق والحنين على ابوابها الموصدة الا من مشاعر الخيبة ............. تقضُ مضجعى الاشواق .......... تعيدنى للنبع الحنين ...... تُهدينى ابتسامة غائبة هالة من الضوء ........... واكوام من الذكرى تشاغبنى ............ تتسلل عميق ...... تضغط بقوة على جرح تكور مهملا .......... نغمة تُعيدنى للبعيد .............. طفلة تداعب الرمل ............ خلف النهر العتيد ...............
شعور مخزئ انتابها للحظة وهى تتأمل جوربها الممزق .... تُخفيه تحت الفستان بسرعة غريبة ......... تتلفت مرة اخرى تطالع الساعة المعلقة على الحائط ........ يلفت انتباهها تمثال بروميثيوس عاريا وتمثال اخر يتمدد رافعا يديه للاعلى ......... الوقت يمر بطئ ..... وذاكرتها لم تهمد لثانية ....... تنقر اصابعها بملل على حافة الطاولة وهى تنتفض لتغادر المقهى ........ فلتلحق قطار الثامنة وتتجول بالضاحية الغربية من المدينة لعل تلك السهول الرابضة تزيل ماعلق بها ........... ان تستعيد ذاكرتها لتعود ماريال اليست والدتها من تسعد و تردد النداء بتلك اللهجة المتكسرة ماريالى ............
ارسم على وجه الارض ... ان كانت الف حياة سوانا ....... واقسم ان الشر كان برفقتهم يسير ...... هكذا نحن منذ صعد المسيح السماء .......نرتجى الدجال وماهو الا بيننا شرا مستطير .
كل الصباحات تتشابه .... ببطئ تمرق الساعات ,.... الهدوء حولى يزعجنى لاول مرة .... طعم الشكولا الساخنة ........................ وخيوط دخانها المتصاعد هى الشئ الوحيد المتحرك .................. بهذه المدنية االغافية على احضان نهرها المتجمد ....... الضجة الوحيدة داخلى ............ هى اصابع لوليتا التى التهما بنهم غريب ...................... بعد ان فضضت غلاف الرسالة البريدية الوحيدة التى وصلتنى قبل ثلاثة ايام ....................... لتشعرنى فقط اننى على قيد الحياة ........ لوليتا هل لى بقبلة على جبينك تحرضنى على العيش ........ واحدة فقط تجمل كل كذبات هذا الكون ......... واحدة ...... تحملنا على اجنحة الغيب بلا وزن ولا ثقل ....... وواحدة اخرى تغير واقع اننا نتدثر اواجاعنا وانكساراتنا...........
كفرتُ بالاوطان ليس من الجيد ... ان يكون هذا الوطن مقبرة لاحلامنا ......... ليس من المنصف ........ ان يتحول ذلك الوجه الذى سكن مسامنا الى ابعد نقطة... الى ابعد نقطة قياسية فى ذاكرتنا ........... ليس من الممكن حتما ان نشترى امنياتنا ببضع دراهم او دنانير قد تشبع الفقر ولكنها لاتغنى النفس ... تلك الوصفة التى ذكرتها صديقتى أن تيممى وجه الكتاب .. لم تعد بذلك الشئ المهم وسط الاف الكتب .... الخروج من حيز الكآبة وحسرة الوطن وفكرة النسيان بالولوج الى عالم الدهشة فكرة ممكنة ومتعمقة بخاصية التجربة .... فى عمقها قد تدهشنى للحظة او تصيبنى بالحسرات والأمنيات العالقة لكاتب اقرأ وجهه بين حروفه ........ اتلمس حزنه حين يعلق حائرا بنصه ... اذا تيممى وجه الكتاب ليس فارقة كبيرة او صغيرة ..... ليست مجدية الى ذلك الحد الذى يجعلنى اتربع بين فراغات ذاكرة احدهم .......... ان اتجشم عناء التيمم صوب صوب حرفه ........... حيز الفراغ الكبير قد يدفعنا الى كل ماقد لانرغب فيه بلحظة ما .... الرغبة هى المحور لكل تفاصيل الاشياء ...... الاشياء الباهتة .... الاشياء المهمة ........ التافهة ......... الدقيقة ........... حلقات تقيدنا حيثما نحن ..... الرغبة والاشياء ............ تماما كالزمن والتفاصيل ....... الساعة والبندول .......... ارتباط الموت والقيامة .......... ك كوني عالقة هنا بين رزمة اوراقى وقهوتى المرة الطعم ........... كالجمود المحيط بنا ...... كأنتظاري لساعة القيامة بإرادة كاملة .......... قيامة قد لا اعوّل عليها كثيرا .... طالما وجودنا بزرائبنا المسماة اوطانَ قيامة لم ينتبه لها احد بعد ......... منذ امد ونحن عالقون .. يصعد قيصر ويختفى قيصر .......... عالقون على ارصفة الحياة .......... نتسوّل الانتظار عامٌ بعد اخر .......... لم نسأل انفسنا يوما كم وجه عبر بهذا الكون ؟؟؟؟؟ ......... كم نبى ؟؟؟؟؟ ............ كم مؤمن؟؟؟؟؟؟ .......... كم روحٍ رفرفت هنا اوهناك ...... كم حرب اشعلنا ؟؟؟؟ كم ماتوا؟؟؟؟؟؟؟ ولدوا ؟؟؟؟؟؟ احياءً ؟؟؟؟؟؟؟ وكم وكم ....... اوووووف الملل يتسرب الى نفسى ببطئ ........... القلق يحتل كل مساحاتي الباقية ........... الساعة بعدها لم تقترب الرابعة ........... خمس ساعات اخرى وكتاب واسينى اخر ما سيصحبنى الى موعدهم المحدد للساعة الاخيرة بهذا الكون ......... خمس ساعات اخرى سابكى وافرح واحزن بلحظة واحدة ......... سأعلن توبتى من كفرى بالاوراق والكُتّاب ........... الم اعلن كفرى بالأوطان من قبل وباشياء ان ذكرتها حتما ستحبطون .......... ستنزعون ردائكم وترتدون كفري ........ فعلتها يوما..... حين ارتدت روحي رداء جبران خليل جبران ... حين نزعت عقلي على يدي نزار قبانى ........ حين استعدت جبروت بلقيس ... مع نوال السعدواى .... فعلتها وصرخت فى وجوههم الا لعنة الله عليكم مع مظفر النواب ........ ارتكبت الف معصية وانا اتشرّب ادونيس واحمد مطر ............... اُليست الكتابة معصية والقراءة لعنة ؟ اُليسُ هم ونحن المغضوبِ علينا وعليهم؟ ......... اُلم نكفر بالاوطان منذ امد؟ ........ اذن اى قيامة ترتجون؟....... فليرحمكم الله ويضع اخر مساميره فى نعش احلامنا ........... رجاء !!!!!!!!! لاتيئسوا فقد نجد وطننا ارحب فى قيامة قادمة ...........