Friday 22 February 2013

يافتاح ياعليم يارزاق ياكريم الجزء الثانى

 
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة





 







بسم الله ياالشيخ العركى .............
جفلت بت جاد وهى تردد :
كل صباح مدخلة فينى خلعة ياعشة ......
وناطة فى خلقتى .......... 
عشة كانت تدور حول بت جاد وهى تربط الثوب فى وسطها وتضع يديها فوق بعضهم البعض فوق راسها .........
وهى تنطط وتنخفض ثم ترتفع وهى تبكى وتولول .........
استغفرت بت جاد بعد البسملة 
............ وهى تتمتم بصوت منخفض : 
احى يابت امى على شبابك .....كان ماالدنيا بت لزينة وغدارة ماكان دا حالك ياعشة ........... 
عشة دائما ماتذكرنى بمسرحية عنبر المجنونات ......
تلك المسرحية التى تجولت على كل مسارح الاقاليم .....
وكن جميع بطلاتها نساء ........ عدا المخرج 
مسرحية تتكرر كل يوم على مسارح الحياة 
هؤلاء المرهفات .........
جلسن على رصيف الحياة بفعل فاعل ..... شهريار ............
شهريار العادات والجهل ...... والتقاليد ....... 
تقاليد مجتمع الحب .......... مجتمع الزواج .........
مجتمع القرابين ......... كتلك التى كانت تقدم فى مجتمع البيرو التاريخى القديم ........... 
شرط القربان ... ان يكون مستضعفا ......... 
هشاً ...........
عاجزا ........ 
اى ان الخيار لم يكن يخرج عن كونه طفلة قاصر .......
قد لا تحتاجها القبيلة لحمايتها ...........
او عند دق طبول الحرب ............ 
تماما كالمجتمع العربى القبلى ........ الذى كان يدفنها حية ............
هى اذن قسوة الجهل التى جعلت عشة تركض طوال الليل فى الطرقات ..........
يقولون انها قدمت من مدينة اخرى ........ 
وتقول دفع بى اخى ... خارج المدينة ........ 
لننى مجنونة ........ حمدت الله كثيرا ان فك قيدى ...........
فركضت اسابق الريح .......

وجدت دم السلخانة يكسب جسدى حرارة تدفئنى فى الشتاء القارس... 
من الصعب ان تقف وعشة وجه لوجه .......... 
فحتما سيغمى عليك من رائحة الدماء الطازجة التى تمسح بها جسدها وشعرها كل صباح .... 
وتلك التى جفت طبقات على جسدها .......
لكن رغم ذلك اعتادها اهل المدينة بسوقها الكبير ........... 
فصارت معلم من معالم السوق ....... 
تجلس جوار بت خميس لتناول وجبة غداءها االيومية دون ان يتأفف احد ....... 
يكفى فقط ان يضعن الثوب على انوفهن حتى لاتزكم الرائحة التى لا يحتملها بشر......... 
فيحتملنها رحمة ومحبة وصدقا لمقولة قديمة .... 
الجنس للجنس رحمة والدم لدم رحمة ... 
فكانت دماء حواء المرأة وجنس النساء دافع ليبذلنا مايستطعن لحمايتها ..... 
الى ان تنتابها نوبة الركض ....... 
فتقذف صحن الطعام وتبدأ بالصريخ والعويل وهى تضع يديها فوق راسها وتصرخ بصوت عالى : 
الراجل عرس ...... 
ود الكلب ابوربيع .. 
دخل المرأة فينى وانا فى حبل الغسيل بنشر هدومه ...... 
بكنس بيته .... بطبخ اكله ............ ودالكلب 
وتظل تركض وتدور حول نفسها طوال اليوم تلطم وتصرخ .... 
لكن فقط لم تكن تنام او يغمض جفنها ثانية ..............
ماان تعود لوعيها حتى تجدها اعقل مجانين السوق ومااكثرهم ...........
الى ان صرخت بت رجب يوما :
سجم خشمى ياالسرة عشة حامل .........
عشة منو يابت رجب .... عشة المجنوونة ........كر علينا ورماد خشمنا .......... من مغايص الدنيا ........... لا لا يابت رجب الجاب الخبر غبيان ......... عشة ام مسوحن دم .......
عشة معزورة ياالسرة والحصل لا بالمراد ولا اليد ..... دحين كلثوم كلمت حريم السوق فى شأن المسكينة تدخل للمصحة ....
كر كر ........... باقيلك بنقدر يابت امى مع مجابدة المعايش والحال الواقف ......
اى بالحيل المابقدرنا شنو يابت امى ....... انحنا كتار بفضل الله ............. شلن ........ ريال كل واحدة وقدرته ....
تدخلت حليمة : الغبا العليكم شنو ؟؟؟؟؟ عشة ماطول عمره بتنبح مثل الكلب السعران مواصلة الليل بالنهار .......... هى كان اهله ذاتم طلعوها من البلد ومااتحملوها بنحملا نحن ديل المساكين ........... لقمة خشمنا ماقادرين عليها ..............
قاطعتها السرة : اها خلاص قامت حليمة الشنافة .... انت يابت امى شيتن ماسك رزقك غير ايدك الناشفة ولسانك الطويل دا مافى ........ التفتت اليهم بت رجب : الرسول كان تكشفن حالنا وسط السوق ... انطمن ..... ماصدقتوا اتنفشتن متل الديكة ........ وضاع صوتها وسط ضجيج الباعة واصوات الشحادين ...........
لله يامحسنين لله 
التى ترتفع بها حنجرة العم سراج ..........
وبين جاره المتقرفص على الارض عباس وهو يردد 
بصوت بديع ورائع :
الله فرجوا قريب ياحامدة 
الله فرجوا قريب ياحامدة 
حامدة الابنة باهرة الجمال ........ التى رحلت بصحبة زوجها الى احدى دول النفط تاركة العم عباس دون معين ... فكان لابد له من الجلوس على قارعة الطريق يرتجى رحمة المارة وعناية النسوة بلقمة الخبز او جرعة ماء فى هجير الشمس والصيف الحارق ........... عطفا ورحمة بسنه الكبير ............ 




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

                     

No comments:

Post a Comment

Powered By Blogger