Friday 17 April 2015

المزمار

     اعذرونى   ان  كتبت   يتبع   فى  نهايتها   
  دوما  الحكايات  لاتنتهى   كما  الحياة   تماما  يجرى   سريانها   
يرحل  من  يرحل     ويبقى   من  يبقى   لكن  كل   شئ   كما  هو  
نظل  عاقدين  الامل    وكل  جيل   يعاير  الاخر 
ان    زمانه   هو  الاجمل   والاصدق  
 كل  جيل   يظن  الجيل  القادم     قد  تغير  
وتدور  الحكايات  والاجيال   
فقط   تبقى  الذاكرة  الشاهد  الوحيد  
على  كون   ان الحياة   وحدها  لم  تتغير 








نهار قائظ  كانما  الارض  اخرجت  كل مافى  جوفها  من  حرارة  قد تصل درجة  الجحيم   ان  كان  للجحيم  درجات  
اغنام  الحاجة   بشرية  تحك  ظهرها  ببيوت  الطين  والحجر
منتصف  النهار  تماما  الشارع  كلسان  يمتد  تحيطه  بالجانبين  بيوت  متراصة  من الطين  رائحة  روث  البهائم  وحموضتها  تزكم  الانوف كل  ماكانت  الحرارة  فى  اوجها   كلما  تأمل  الناس  خريفا  غزير يكسى  الارض  رحمة  
نفس  الشارع  لايخلو  من  بيوت  متراصة  بالطوب  الاحمر  
يتمدد   فوق  سطح   احد   بيوت  الجالوص    وحده  كما  اعتاد ينفخ  باانغامه  الحزينة  
الفضل  ود ريا
ينخر  قلب كل  من  يتسرب  اليه  اللحن  وهى  تصرخ  بين  الحين  والاخر  
الفضل  ( 
اندلى  يدلى  لهاتك  
بتكوم  الجلوص  فوق  راسنا)  
   لم  يكن  يهتم  لصرخاتها  المتتالية   منبطحا  فوق  السطح  ينفخ  فى  الحانه  
الفضل مجنون  لم تكن  المرة  الاولى  التى  يسمعها  بحيث  لم تعد  تشكل  فارقة  كبيرة  لديه  
فهى  تمنحه  حماية  من  نوع  خاص  حين  يمارس  كل  مايريد  تحت  غطاء  الجنون  
يخنق  كلاب  الشارع  غير  ابها  او مهتم   ان  كانت  مصابة   بالسعر  
يقفز  بكل  قوة  فى  عنقها  ليتمرغ  معها  فى  التراب  الساخن  يلتفت  المارة  على  قلتهم   يعوى  الكلب  عواء  مضنى  وهو  يلتف  يمينا  ويسار  فى  محاولة   يائسة  للتملص  من  كفيه  العريضين  
او  التخلص  منه   بالعض  لكنه  كان  يتشبث  بقوة  
لأتلين  عزيمته   ابدا  
فى  معركة  يعلم  انه  الرابح  الوحيد  فيها  
الفضل  على  عنفه  الذى  يلازمه  كان  يبدو شخص  اخر  يفيض  طيبة  وحنية  وبشاشة  لكل  من  يعرفه  
لكن  ماينتصف النهار  حتى  يتحول  لشخص   يطارد   ودابرق   ويشرك  للقمرى  يشوى  الجراد   ثم  يتمدد  بعد  شبع  محتلا  سطح  غرفة  الجلوص ينظف  مزماره
بت سعد   تصغره  بعامين  تمسك  بيده   حين  يتجمع  ابناء  الحى  عصرا   للعب
تمسح  الغبار  العالق  من  بقية  النهار  بكفيها  الصغرتين
تحاول  ان  تهذب  شعره  الطائر  الذى  توارثه   عن  امه   امه  التى  تركته  امانة  عند  ريا  وهى  تعود  الى  ديارها
بعد  ان  فقدت  شقيقه  الاصغر  تحمل  رسائلها  واشواقها  لكل  قادم  
حزينة  وينهشها   المرض   هكذا  يحكى   كل  من  شاهدها  اوقدم  من  ديارها  
حسب  المولى  تزوجها  صغيرة  وقدم  بها  من  احد  رحلاته  
غضبت  ستنا  زوجته  الكبيرة  ولزمت  منزلها  مطالبة  بالطلاق  
اصر  على  موقفه   تشبث   بها  وهى  الغريبة  حاصره  اخوتها  فى  السوق
خارت  عزيمته  حملها  وامتعتها   وصغيريها  لمنزل  ريا  راميا  عليها  اليمين   غضبت  ريا   صرخت  وقاطعته   ومن  ثم  طردته  من  منزلها  وهى  تصرخ  
ياويلك  وسواد  ليلك  من  حق  الغريبة  ياحسب  المولى  لم  يهتم  وهو  يولى  هاربا  
تمسكت  بها  واحتضنتها  كااخت  لها  اهتمت  بصغارها  
وظلت  الى  جانبها  فى  محاولة  لرد  الجميل  رغم  انها  صغيرة  وجميلة  وفتية  
 

                                            يتبع  

نصوص من قلب الحضرة


تفاصيل غائبة 
حقائق مؤلمة 
وجوه لامعة 
واخرى هرب الدم من اوردتها 
الارجل تعبث بالارصفة المغبرة
وجوه بلونين او عدة الوان
فاوندشن فاقع
حواجب بحجم المسطرة الهندسية
باعة متجولون
سم الفار يجاور مبيض الاسنان
معلبات انتهت صلاحيتها
النايلون وسيلة نقل سريعة للاغذية الساخنة
والباردة
سموم بكل الاشكال والالوان
وانسان باهت الملامح
مكدود منهك
صعاليك
سماسرة
نكات فجة
غزل صريح
عبارات نابية
كل شئ على الارصفة الطويلة
نهم للحب على اسطح الاسمنت
يالهذا    المكب    الكبير
الذى يضم  كل مانكره ومانحب
ولولا قليلا حب لوجوه وقلوب نعرفها
لبتنا غرباء فى هذا الزقاق
الواسع بحجم شارع
يصب فى قلب وطننا

لمحة

لم ينفك يشاكسه 
كعشقه لتلك الخرائب المحيطة به 
ماان ينفث دخانه حتى يطارد ظله !

مجرد احتمال

فى كثير من الاحيان 
نبدو كشجرة البلاب 
التى تزحف على اى جدار لتتاكد 
ان الريح لن تنال منها !

Thursday 16 April 2015

تسلية الموتى برفقة الاحياء

ليس صوت الحق دائما اخرس 
فقط هناك اصوات 
للهتاف 
واصوات معلقة باانشوطة القرابة والدم 
واصوات لتجميل القبيح 
وحده صوت الضمير
يتلفت باحثا
عن من يشد ساعده !
احيانا الكلمة موجعة كما هى موجبة تماما
احيانا يجب ان تصرخ ليتسلى الموتى برفقة الاحياء !

ثرثرة صباحية


النسيج الافريقى يجعل محيطك من كبار السن أمن من الوحدة
 هكذا رددها لصديقه الذى بأت يشكو كثيرا من انه قد يموت او يتعفن وحيدا دون ان يجد من يصلى عليه
وهو مازال يصر على ان المسئولية لاتعنيه كثيرا يكفى ان يحتمل نفسه فقط ووالدته المسنة دون شركاء اخرين يحيلون حياته الى قيد رتيب
رمى بها بابو بوجهى هذا الصباح ضاحكا بعد رنين متواصل للهاتف
بابو الذى كثيرا ما كان يشتكى فوضى صديقتى الراحلة
وهو يردد بحيرة اكاد اجزم ان الكتاب مجانين ونصف اسوياء
تبرطم بقلق وهى تنفض   بقايا   دخان سجارتها العالق على اكتاف معطفها
نعم لما تذهب للبعيد
خذنى كمثال ستة عشر صبيا و سبعة عشر حفيد
 هل هناك عاقلة تتحول الى ارنبة برية ان لم تكن كاملة الجنون
يضحك من بين اسنانه التى تفتت المينا المحيط بها من كثرة عمليات التنظيف او مؤمنة ؟
الايمان قضية فردية
لا نعول عليها كثيرا فى خياراتنا
ويدها تمتد ببطء تسند معصمها على الاخرى تمتد نحو فنجان القهوة القابع بيننا
امد يدى كعادتى للمساعدة اتوقف منتصف المسافة بتلك النظرة التى تذكرنى بها انها لاتزال قادرة
حتى وان تقوس ظهرها
وانحنت يدها على الاخرى بحنو بالغ
لاعليك عزيزتى اعتدت ان اقف صامدة 
اساعد نفسى رغم شروخ الزمن القاسى على جسدى !
Powered By Blogger