Sunday 29 January 2012

البيوت اسرار الجزء الاول والثانى

حدث الامر هكذا مرة واحدة دون مقدمات , ذلك الصباح لم يكن يشبه كل الصباحات فقد تلونت سماواته بذلك اللون الاسود القاتم , انقباضات قلبي تنبأني ان هناك شئ ما يلوح فى الافق , شئ ينغرس هناك مابين اضلعى يضغط على صدرى يجعلنى اشد انفاسى بحث عن هواء نقئ , صياح جدتى يخرجنى من تلك الحالة التى تتلبسنى , احمل حقيبتى وانا اركض للحاق بسيارة المدرسة , صباح الخير ارددها خافتة لصديقاتى ضحكاتهم ترن فى اذنى , صياحهم يتعالى , تقرصنى مريم كعادتها فى كتفى الايمن وتبدا ثرثراتها المعتادة عن تفاصيل حكايتها وشريف , تفاصيل تحرك تلك الانوثة التى ادفنها هناك تحت رماد االانتظار لفارس لم تكتمل صورته بعد فى خيالى واخمد بقاياها بين كتبى المدرسية , احيانا اشخبط على كراستى اضغط بالقلم لارسم وجه ما يذكرنى وجه ابى بتلك اللحية , صياح فرحة يخرجنى من خربشاتى البريئة للوجوه , تشير بيديها لى ان اقترب للجلوس على المقعد الخلفى للسيارة , المح على الطرف الخلفى نجوى وهى تحاول ان تساوى حاجبى زهرة وهى تتلفت فى حذر تراهم فرحة فتجلجل ضحكتها , فرحة هى حقا فرحة فالاسماء تشابه تفاصيل اصحابها , ففرحة تحب ابن عمها سمؤال وتنتظر رسائله بفارغ الصبر من جدة , جلست جوارها فرفعت كم قميصها الايسر وهى تضحك فى سعادة صرخت بدهشة يامجنونة فالتفت الجميع ناحيتى فغطت ساعدها حين اطلت زهرة براسها لتعرف ماالامر تلك الزهرة لم اطيقها ابدا لاهى ولا تلك الشلة التى تتبعها نجوى , ومرام وسوزان وحلم . حلم هذه فتاة رقيقة سمراء ممشوقة القوام متفوقة ولكن منذ طلاق والديها تبدلت احوالها وصارت تهمل دروسها وتبكى لاتفه الاسباب , التفت حولها نجوى , ونجوى تلك تخيفنى حقا فهى رجل فى ثياب امراة تقلد الصبيان حتى طريقة مشيها لا تختلف كثيرا , هى ايضا ظروفها لا تختلف عن حلم كثيرا ولكنها متمردة جدا تتهامس بعض جاراتها فى الصف ان والدها قد تزوج امها مجبرا درأً للفضيحة بعد ان حبلت منه وما ان انجبت نجوى حتى اختفى ولم يظهر فى حياتها , فى طفولتهاِ بعض بنات الحى كنا يرفضن اللعب معها وتلتقط اذنيها بعض العبارات عن امها فنشأت وهى تكره كل شئ , وتتمرد على اى شئ ,
فى ساعة الافطار ركضت سريعا نحو تلك المجنونة العاشقة فرحة , انزوينا فى ركن بعيد وهى تشمر ساعدها وتزيح الضمادة لترينى جرحا غائر فيها , فعلتها صديقتى بجنون هز مشاعرى بعنف , احسست بجسدى يهتز او يرتعش لست ادرى كل ما اعلمه اننى احسست للحظة اننى احلق بجناحى كعصفور بلله المطر , ورعشت البرد تجعله ينتفض , فرحة بكل جنون مراهقتها وسنواتها التى لم تتجاوز الخامسة عشرة مزقت ساعدها , فرحة ابنة ناظر السكة حديد , تنقلت كثيرا بين المدن والضواحى مع اسرتها رغم جمالها الساحر وضحكتها التى تاسر القلوب لم يكن يشغلها او يقاسمها حلم سنواتها سوى ابن عمها وحبيبها كانت تحسب الساعات والايام لتكون قربه , وماان يرسل لها رسالة مع مصروفها الشهرى حتى نتجمع فى باحة المدرسة الخلفية تحت شجرة بعيدة لنقر أ الرسالة ونتجمع حول الصور وتبدا تعليقاتنا وفضفضاتنا واحلامنا الصغيرة ترسم تلك الاعشاش المخضرة بامنياتنا وكم ظللنا نطرز النجوم بخربشتنا الصغيرة ونتخيل النقشات الصغيرة على وجه القمر وجوه حقيقية فى الامسيات المقمرة ,
سوزان كانت حكاية اخرى يلفها الغموض والصمت فهى ابنة رجل ثرى دائم الترحال والتنقل . وحيدة والديها, والدها رجل مزواج يختفى فى رحلة عمل ليعود وبصحبته صبية صغيرة فى عمر سوزان كان يختار زوجاته بعناية فائقة وكن يتميزن بجمال باهر, لكن تجاربه باءت بالفشل , فكل زواجاته تنتهى نهايات مدهشة وسريعة اما بالطلاق او بفضيحة مدوية فى المدينة تتناقلها الالسن ويصير حديث المجالس يسافر ثم يعود مرة اخرى لربيعة زوجته ووالدة سوزان طالبا الصفح والغفران , جارات ربيعة يستغربون جدا لصبرها فهى لاتشتكى لصديقاتها وجارااتها فمنذا ان انتقلت الى حى المهندسين وهى تخفى الامها خلف ابتسامة باهتة ووجها يزبل يوما بعد الاخر صديقتها حنان كانت تشجعها ان تضع حدا لتصرفات زوجها رجل الاعمال عباس ولكنها ترد على نصائحها بابتسامة خاطفة كل شئ يهون طالما سوزان بخير هى لم تكن تعلم ان سوزان ليست بخير وان الاقدار ترسم طريق اخر لسوزان

ليست الاقدار وحدها فنجوى وزهرة وحلم يضعون بصماتهم يوما بعد الاخر على تصرفات سوزان وهى تستسلم فى بلادة ورضى تام اذكر ان فرحة ز ارتنى ذات مساء وبدات ثرثراتنا المعتادة , لم اصدق فرحة عندما اخبرتنى ان زهرة مخنوقة من تصرفات والدها وقسوته غير المبررة , والد زهرة رجل صعب جدا , عم داؤد والد زهرة كنت اعرفه جيدا وتُرعبنى ملامحهٌ فهو رجل ضيق الاخلاق لا يفسح مجال للاحاديث اوالثرثرات لزبائنه , كان حازم جدا لايتفاوض فى السعر ينتهر زبوناته بكلمة واحدة : (عجبك اشترى ما عجبك السوق كبير ) ,اذكر عندما ذهبت مع جدتى لشراء ستائر جديدة للعيد , عم داؤد كان يجلس داخل منصة الحساب عابس الوجه تدوار عيناه فى فراغ كبير , ينتهر صبى المحل بين الحين و الاخر قائلا ( ; رجع القماش ذى ماكان ), عندما خرجنا من محل عم داؤد رددت جدتى بغيظ قائلة ( الراجل الشؤم والله بت عبدالرحيم تدخل الجنة صبر على خلقتهٌ ) وماان اكملت جدتى عبارتها حتى داهمنى الفضول فبادرت جدتى ; عارفة زهرة ووصال بيشتكوا من ابوهم ومابيزوروا صديقاتهم وكانما جدتنى كانت تنتظر اشارة البداية فانخرطت قائلة ( هى بت عبدالرحيم بتزور الناس وحات سيدى الحسن المراة بقت زى المجنونة تشابى بى حيط الجيران ) ومطت شفتيها فى حسرة على بت عبدالرحيم وهى تفتش تحت ثيابها وتردد هى;( وين ياالله حٌقت السجم دى ) بحث جدتى عن تلك العلبة الصغيرة كان يعنى ان باب الحديث قد اغلق , سرح خيالى الى حياة وصال وزهرة اربكتنى للحظة فكرة ماذا لوكنت ابنة عم دؤاد , اقشعر بدنى وانا اتخيل ان عم داؤد يغلق الباب على زوجته وبناته بالمفتاح
فى الصباح امطرت زهرة باسئلتى عن العم داؤد ولكنها كانت تغير مجرى الحديث بدهاء ناحية شريف , فى مدارس البنات يحرصن دائم على اسرار البيوت ويتدا ولونها فى نطاق ضيق لايتعدى الشلة او المقربات حتى لاتجد الواحدة قصتها على كل لسان فالاسرار الصغيرة تنتشر انتشار النار فى الهشيم , دفعتنى زهرة وهى تسالنى عن شريف وان كنت قد رايتهٌ وقبل ان انطق بشئ لفت نظرى حلم وهى تبكى كعادتها فتحضنها زهرة ونجوى وهم ينسحبون بها فى هدوء بعيدا عن بقية الفتيات انتابنى الشك ان حلم تمر بازمة كبيرة طلاق والديها زواج والدها , امها وهى تصب لعناتها على الوالد , وبين الحين و الاخر تدخل فى مشاكل قد تطول او تقصر مع اهل زوجها , جدة حلم كانت ترفض والدة حلم منذ البداية وتفضل ابنة اختها الهدية وراضية وتزن على اذنى عبدالباقى , عبدالباقى المحاسب فى مصنع البصل كان ضعيفا امام حبه لرباب زوجته ومابين رضى امه بت عبدالحفيظ , رباب مدرسة ابتدائية سريعة الغضب والانفعال وان كانت طيبة القلب وقفت مع عبدالباقى فى احلك المواقف بمالها وجهدها لكن عبدالباقى كان ابن والدته , اكثر من يجيد وصفه ام مصطفى الوداعية خالة رباب وهى تردد قائلة ( الرماد كالك ياالسجمانة والترابة فى خشمك كان راجيا عمار من الاضينة عبدالباقى ) فتلتف رباب فى حذر طالبة من خالتها الصمت حتى لايسمعها عبدالباقى ماكانت تعلم ان عبدالباقى قد خطط واتفق مع والدته على زواجه من رقية ابنة خالته , يدهشنى ان الاباء والامهات يخططون ويرسمون احلامهم بمعزل عن احلامنا الصغيرة يكسرون قلوبنا ويظنون اننا لانفهم لانحس لانشعر يتزوجون يتشاجرون وبصماتهم تطبع حياتنا تلون الفرح او ترسم الشقاء




والدة زهرة لم تستطع ان تمنع هروب زهرة المتكرر, وغيابها المستمر عن المدرسة وعم داؤود كان اخرمن يعلم شمل الخبر المدينة الصغيرة الجميع يتهامسون وزهرة تزداد رعونة وتمرد يوم بعد الاخر تتنقل كالفراشة هنا وهناك .
الى ان سمعنا صوت جدى مصطفى مناديا حبوبتى بت الشريف وطالبا بت عبدالرحيم على وجه السرعة , حضرت بت عبدالرحيم ودخلت على جدى مصطفى ومازال جدى مشغولا بتسبيحه وتمتمته باسماء الله , بت عبدالرحيم تتصبب عرقا وهى تجلس على ارضية الصالون الرملية تبدل وضعية رجليها بين الحين والاخر
اخيرا التفت جدى ناحية بت عبدالرحيم قائلا ; ( اسمعى يابت عبدالرحيم خبار البنية كله عندى دحين بدورك تقولى لى داؤود المطرطش
جدى مصطفى قالك عقد البنية زهرة الخميس على حسن ود المحجوب انا ماعندى كلامن تب مع داؤود ودالمحجوب ود عمها وكثر خيرو دق سدرو وجانى بدور يغتى معونه دحين رسى البنية وخليه تعقل وترسى بدل الفضايح والجرسة قدام الله وخلقه )
خرجت بت عبدالرحيم وهى تحدث نفسها ( سجمى يابنات امى كيفن بقول لى داؤود شيخ مصطفى بدور يعقد لى بتك الخميس على ود اخوك المقاطعو برئ برئ فى خشمى مابجيبه داؤود مابقدر يكسر كلمة شيخ مصطفى لكن يفش غضبه فيك يابت عبدالرحيم , شكيتك على الله يازهرة كان سودتى وشى قدام الله وخلقه )
لم تكن بت عبدالرحيم تعلم ان الامر سيروق عمى داؤود فهو سيتخلص من اعبائه ومسؤلية البنات كانت هاجسه وحصاره كان للحفاظ عليهن من منطلق فهمه البسيط .
وحسن كانت تعجبه ابنة عمه من زمن طويل ولكنه لم يفاتحها فى الامر بسبب سفره للدراسة فى روسيا وكانت تصرفات زهرة هى مجرد طيش مراهقة كما يراه هو ويردده لامه واخواته عندما تعلن امه رفضها لزهرة
قائلة ; ( البت دى ماقاعدة فى الواطة ياولدى داير بيها شنو البنات على قفا من يشيل مالقيت غير المسنوحة زهرة ) ولكنه ينهى حديثه متشبثا برايه;
( اسمعى ياحجة زهرة بت عمى ومهما قلتي انا غيره مابدور بعدين انا كلمت جدى مصطفى وابوى زاته موافق الموضوع خلص فعليك الله باركيها ياحجة )
زهرة كانت تجلس امام كومة كبيرة من الثياب عند عودت بت عبدالرحيم وهى تدندن : (مالوا ماجاء ماقال بجى )انتهرتها بت عبدالرحيم :( تجيك صاعقة شاحدة ربى تريحنى منك ) مطت زهرة شفتيها فى امتعاض قائلة ;( الموشح بتاع كل يوم كالعادة كرهتونا روحنا اقول ليك حاجة ياامى الله يخلصنى من عيشتكم الكئيبة دى يارب توب على )
بت عبدالرحيم (يتوب عليك من شنو ياكى شبه الخدمة راجيك كان هنا وكان فى بيت ام حسن اريتك تنسترى ياالزايعة انا والله كان ماخائفة ابوكى تحصل ليه حاجة ولا يكٌتلك زمان كان كلمته ليك )
زهرة ;(دقيقة دقيقة خدمة وعرفنا ها ام حسن دى شئ كمان اوع تقولى لى حسن ودعمى محجوب ) بت عبدالرحيم ( ياهو السجم ودعمك شبهك يعلم ربى )
طرقات عصا عم داؤود قطعت الحديث وارتبكت بت عبدالرحيم وابنتها ولاذوا بالصمت .
ما ان اختفت اقدام عم دؤاود متواريا فى ذلك الحوش الكبير متجها صوب الديوان حتى علا صوت زهرة وهى تهدد وتتوعد بت عبدالرحيم فى حال اجبروها على الزواج من حسن فانها ستختفى من حياتهم الى الابد
فما كان من بت عبدالرحيم الا ان قذفت حذائها تجاه زهرة وهى تتمتم
( دى الفضلت أخر المتمة جاية تعلى صوتك )
وردت زهرة ( ياامى كلوا كوم وزواجى كوم اوعة تكونوا فاكرنى بهيمة تحولوها بى مزاجكم من زريبة للتانية
وحسن مابتزوجوا تقولوا صائعة ضائعة حسن دة اخر حاجة تحلموا بيها ) .ركضت بت عبد الرحيم مهرولة ناحية زهرة وهى تلقى بها فى السرير واصابعها تتسلل نحو طريقهم المعتاد لتغرسهم فى وركى زهرة وهى تصرخ متحدية االالم واصابع امها المنغرسة بلا رحمة ( اقرصى للصباح ماباخدوا والله اموت ولا اعرسه )
فرفعت ام زهرة يديها وهى تشبعها صفعاً بكل مااوتيت من قوة
لم ينقذها سوى صوت والدها مناديا بت عبدالرحيم التى تراجعت مذعورة ,,وعدلت ثوبها وهى تتجه صوب الديوان ترتعد فرائضها ,وهى تقدم رجلا وتاخر الاخرى
ركضت زهرة صوب غرفة البنات ودموعها تتساقط تلعن حظها العاثر الذى جعلها ابنة اسرة ليس فى عالمها سوى الخوف والضرب والاهانة
بت عبد الرحيم جلست فى كرسى فى طرف الصالون وهى تلتقط انفاسها
( انشاألله خير ياحاج ماعوايدك تنادينى الساعة دى )
(ياولية انتى مطرطشة اناديك متين ماداير دى ماعوايدك يعدوا ايامك )

بلعت بت عبد الرحيم ريقها فى صمت فى انتظار والد زهرة الذى اكمل حديثه
دون اهتمام
( الخميس صفاح زهرة على حسن شوفى دايرين شنو اكتبوه ارسلوا مع الولد الفى الدكان )
(لكن ياحاج الخميس بعد خمسة يوم ونحن ماجاهزين )
( اسمعى هو صفاح فى الجامع يشيلوا عروسهم ويقطعوا وشهم )
لكن ياحاج
( اسمعى كلام كثير ماداير يالله داير انوم )
انسحبت والدة زهرة فى هدوء
ارتمت فى عنقريب الراكوبة الكبيرة وهى تحمل هم زهرة ورفضها لحسن
ووالد زهرة اذا علم بالامر فانه قاتلها لا محالة
فى تلك الليلة لم يغمض جفن لبت عبدالرحيم وهى تتقلب يميناً ويسارا تٌتمتم بالدعاء وبعض الايات لعل الله يهدى زهرة فتقبل بحسن وتسير الامور على خير

زهرة لم تستطع النوم وفكرة زواجها من حسن تدور براسها
,تعلم ان لااحد بامكانه الوقوف فى وجه والدها ,
فكرت فى الهرب ولكن الى اين المهرب , ووالدها لن يتركها على قيد الحياة ,
فى تلك الليلة اضمرت شئ فى نفسها فاحست بشئ من الراحة وبدات تستسلم للنوم
رغم صوت المطر الذى بدأ يتساقط فى غزارة وبت عبدالرحيم تصرخ :
( قوموا يابنات دخلوا فرش الراكوبة وماتنسوا تقفلوا الجداد فى الاوضة الوراء
وصال ادعت انها فى سبأت عميق , لكن ذلك لم يعتقها من ضربات تلقته فى جانبها الايسر فى صمت وهى تبحث عن حذائها
,
فى منتصف تلك الليلة الحزينة فتحت والدة زهرة قصة الزواج وهى تحدث وصال ( عرس فى الخريف دا كيفنوا اصلنا حقنا كلوا مشاتر الناس تقول شنو كلفتوها مالا كان مافيها عيب )
وزهرة تصتنت الحديث مدعية النوم
سكن الليل نام الجميع
وصوت المطر على سقف البرندة يصدر صوتا قويا ويلمع البرق
, والرعد يصدر صوت تهتز له الارض ,
عواء كلب بعيد والريح تهز النوافذ فى عنف متراقصة من قوتها ,
جدى مصطفى يصدر اصواته العالية احم احم منبه الجميع بموعد صلاة الفجر وهو يجهز نفسه للذهاب للمسجد رغم تدفق المطر ودوى الرعد المتواصل
كنتُ مستلقية غير بعيدة من جدتى يناوشنى قلبى فترتفع ضرباته
فجاءة شق سكون الليل صرخة قوية اعقبتها صرخات حادة جعلت كل من فى الحى يستيقظ مرعوبا يبحث عن مصدر الصرخة .


ليلة عقد عبدالباقى علمت رباب بالحكاية , وركضت نصف ثوبها على راسها والاخر على الارض وحلم لحقت والدتها وهى تحمل دكتور شول بيديها وتترجى والدتها ان تنتعل حذاءها وتعدل ثوبها لكن من يسمعها فوالدتها تلعن عبدالباقى وتتجاهل شعور حلم احزننى االامر كثير مابال هؤلاء النسوة تصيبهم التعاسة اذا تزوج ازواجهم سؤال كنت ابحث عن اجابة لم يسعفنى سنى الصغير لاجدها ,
دخلت رباب على جدى مصطفى وهى تنوح وجدى مصطفى رجل له احترامه وسط اهل المدينة الصغيرة هو شيخها وطبيبها ومخرج الجان من مساكنها جدى رغم ثراءه فانه لاياخذ من الدنيا سوى مصلاته ومسبحته وقدح اللبن الكبير الذى يشربه فى المساء والويل كل الويل اذاتركت القدح مفتوحا فانه ينتفض كمن به مس ليصبه تحت صنبور المياه ويدلق عليه الماء
بكت رباب على يديه وهو جالسا فى وسط الديوان على مصلاته المصنوعة من الفراء ومسبحته بيديه يغيبٌ حين مع اسماءالله ويحضر حينا اخر ورباب تبكى وتعدد مواقفها مع عبدالباقى رفع جدى مصطفى راسه قائلا ( دحين يارباب يابتى عبدالباقى رقية بقت مرته على سنة الله ورسوله بدورى تقعدى انا بجيب عبدالباقى قدامى يتكفل بى مصروفك ومصروف البنية بتدورى الطلاق دا حقك يابنيتى الا كان داير رائ جدك مصطفى تمسكى بيتك وتخلى بالك من بنيتك تعصريها عليك وتانى ماعندى كلام القول قولك والشور شورك اا بنية ) رددت رباب وسط الدموع لكن ياجدى مصطفى فقاطعها ناهرا ; (مالكين يابنية ولا حاجتين دا الشرع وعبدالباقى محللاتلو اربعة )
عادت رباب بنصحية جدى مصطفى وعادت حلم وهى تفكر كيف تلتقى فتيات الصف هل هناك من راى امها حافية القدمين , هل سينتشر الخبر , الكبار يفعلون اشيائهم يبحثون عن سعادتهم وهم يدوسون فى طريقهم قلوب صغيرة, قلوب تحتاج دفئهم حضنهم, نصائحهم ليت الاباء يعلمون ليس بالخبز وحده يحيا الصغار بالحب تتكسر كل الصعاب, بالمحبة تتفتح الحياة, بالتفاهم تزول الازمات ,هكذا وجدت حلم نفسها فى دائرة صراع لاينتهى بين انانية الاب وانكسار الام واحست طعم اليتم وهى بين والدين لايشعرون بوجودها وفٌتح الطريق امام نجوى وزهرة خاصة ان حلم كانت بلا ارادة , ضعيفة ,هشة , منكسرة
عبدالباقى العريس كان منغمسا بين احضان رقية وحلم انغمست فى وادى الضياع بصحبة اسامة , اسامة جار نجوى, ونجوى لم تكن خيرا من اسامة فالبورة واحدة والنشاة واحدة كلاهما ضحية اب , , ضحية مجتمع لم يمد يديه لهما , وعاقبهم على ذنوب لم يرتكبوها , , جلدهم بسياط العزلة فنبتوا لامبالين , فهم ماتوا اجتماعيا ويتحينون الفرص ليموت غيرهم, حتى يحسوا بطعم الانتصار ويحس ضحيتهم بطعم المرار ,
سرح خيالى بعيدا وفرحة تصف لى كيف هربت زهرة عند التاسعة مساء عندما نام عمى داؤد وتسللت الى حفل قريب لتحضره ,
كيف واتتها الجراءة لتخطط وتدبر امر كهذا , اصابنى الزهول , وفرحة تبرر لى ان الضغط يولد الانفجار وان زهرة قد اخبرتها انها ضاقت ذرعا بعم داؤد وتصرفاته وانها لم تعد تبالى اوتهتم لامره

No comments:

Post a Comment

Powered By Blogger